
أخبار حياة – قال المحلل السياسي، شادي مدانات، إن النظرة الأوروبية للإقليم بشكل عام، لا تخرج من تحت المظلة الأمريكية، مشيرا إلى أن الأوروبيين كانوا قبل الحرب العالمية الثانية متزعمين النظام الرئيسي للعالم، وهم رأس حرب الاستعمار في المنطقة.
وأوضح مدانات خلال حديثه لبرنامج استديو التحليل عبر اذاعة حياة اف ام، أن الدول داخل هذا النظام تتصارع وتتنافس على الزعامة، لكن في النهاية تكون ضمن استراتيجية واحدة وضمن مظلة واحدة. وأضاف: “كلنا نتذكر في 2003، قبل احتلال العراق، كان مثلا موقف ألمانيا وفرنسا متميزا: حاولوا كثيرا أن يتميزوا عن الأمريكان ويعارضوا الحرب، من منطلق الخوف من أن تأتي أمريكا بسيطرة كاملة على المنطقة وعلى منابع النفط”.
وأشار إلى أنه بمجرد ما بدأت الحرب، صرح وزير خارجية ألمانيا آنذاك بأنه “بمجرد ما بدأت الحرب، انتهت الخلافات. الان يعني انتصار أمريكا هو انتصار لنا جميعا”.
وأكد مدانات أن الأوروبيين والأمريكان يختلفون عن الموقف الصهيوني، لافتا إلى أنهم متبنون لإسرائيل، إذ إن الدولة التي تتزعم النظام الرسمي تكون على رأس أولوياتها الحفاظ على أمن إسرائيل ووجودها وهيمنتها في المنطقة.
وبين أن الأوروبيين والأمريكيين يرون أن مصلحتهم في المنطقة تكمن في موضوع حل الدولتين وتطبيق القرارات، مضيفا أن الأوروبيين الآن يدفعون ثمن خضوعهم للهيمنة الأمريكية خلال العقود الماضية.
وأوضح أن بعض الأصوات بدأت تخرج من فرنسا وألمانيا لمحاولة استعادة الدور الأوروبي، إلا أن هذا الأمر صار صعب.
وأكد أن الأوروبيين يحاولون الآن التميز في موضوع أوكرانيا، وحتى في زيارة الرئيس الفرنسي الأخيرة إلى مصر، مضيفا أن هذه التحركات كانت برعاية وبرضى أمريكي، خاصة في ظل اتصال مع ترامب بعد الزيارة، كدليل على أن الأوروبيين لا يريدون نجاح إسرائيل في جر المنطقة إلى حرب.
وأفاد بأن الأوروبيين كان لهم موقف حقيقي في موضوع الأردن عندما أوقف ترامب المساعدات وهدد، لأنه يحمل رؤية معينة في المنطقة تختلف مع رؤيتهم، خاصة في موضوع التهجير الذي وصفه بـ “الهدف الإجرامي غير المنطقي”، والمتمثل في تهجير سكان غزة، مؤكدا أنهم حاولوا أن يقدموا شيئا، لكن لا يعتقد أن الموقف الأوروبي سيصل إلى حد الصدام مع أمريكا.
وأضاف مدانات: “نحن كلنا نعاني في المنطقة من تبعات السياسات الأمريكية، من بداية التسعينات، من العدوان الأول على إيران، وتكريس وجودها في المنطقة، وإعادة رسم المنطقة وتشكيلها جغرافياً، وسياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً”.
واختتم مدانات حديثه بالتأكيد على أن الأردن يعاني من هذه السياسات، لكنه يتبنى سياسة خارجية متوازنة وتميل إلى الواقعية، في ظل مواجهة قوى عظمى ومشاريع أكبر منها، معتبرا أن لا مجال سوى لفتح خطوط على الأوروبيين، واستغلال الخلاف بينهم وبين الأمريكان في موضوع التطرف في إسرائيل، إضافة إلى اختلافهم في الرؤية عن الإسرائيليين ومستقبل المنطقة.