Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

تآكل ثروات أغنياء أمريكا ومكاسب كبرى لأغنياء الصين

أخبار حياة – في خضم الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خلال فرض رسوم جمركية، كان الهدف الأمريكي إضعاف المنافس الصيني اقتصادياً، في حين أن ما تحقق على أرض الواقع هو تكبد عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة خسائر بمليارات الدولارات هذا العام، بينما حقق نظراؤهم في الصين مكاسب كبيرة في الثروة.

أدت هذه الرسوم الجمركية إلى تجدد المخاوف من التضخم والركود في الولايات المتحدة، ما دفع المستثمرين إلى بيع أسهم التكنولوجيا ذات الأداء العالي لصالح استثمارات أكثر أماناً مثل الذهب وأسهم شركة وارن بافيت «بيركشاير هاثاواي».

هذا التراجع أدى إلى تآكل صافي ثروة العديد من أغنياء الولايات المتحدة، الذين تمثل حصصهم في شركات التكنولوجيا الجزء الأكبر من ثرواتهم.. في المقابل، استهدفت الرسوم الأعلى التي فرضها ترامب واردات الصين، ما زاد من الضغوط على ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ومع ذلك، شهدت أسهم التكنولوجيا الصينية ارتفاعاً قوياً هذا العام على خلفية توقعات بتنظيمات أكثر ودية وحوافز حكومية جديدة، ما عزز ثروات نخبة التكنولوجيا في الصين.

وفي تقرير لـ«بزنيس إنسايدر» أكد أنه حتى إغلاق جلسة الجمعة، ارتفعت الثروة المجمعة لأكبر 20 رابحًا على مؤشر بلومبرغ للمليارديرات بمقدار 139 مليار دولار منذ بداية العام، وهو مبلغ يتجاوز القيمة السوقية لشركة “بلاك روك”.. في المقابل، فقد أكبر 20 خاسرًا في المؤشر ما مجموعه 450 مليار دولار، وهو رقم يفوق القيمة السوقية لشركة “إكسون موبيل.”

اللافت أن تسعة من بين أكبر 20 رابحاً هم من الصين، بينما أربعة فقط من الولايات المتحدة، في حين أن 15 من أكبر 20 خاسراً هم أمريكيون، دون أي صيني في قائمة الخاسرين.. هذا الاتجاه يعكس إلى حد كبير كيف تغيّرت نظرة المستثمرين العالميين لمستقبل شركات كلا البلدين، وكيف يُتوقع أن يواجه كل من الاقتصادين الأمريكي والصيني تداعيات الحرب التجارية.

الرابحون

ومن بين الرابحين في الصين هذا العام: جانغ يمينغ مؤسس «بايت دانس»، ولي جون الرئيس التنفيذي لشركة «شاومي»، ووانغ شوان فو مؤسس شركة «BYD»، حيث أضافوا مجتمعين 26 مليار دولار إلى ثرواتهم.. وحده جانغ حقق مكاسب بقيمة 13.6 مليار دولار (أي 31%) لتصل ثروته إلى 57 مليار دولار، محتلاً المركز 24 في قائمة الأثرياء.

أما من الجانب الأمريكي، فكانت الضربات الأقسى من نصيب إيلون ماسك (الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس)، ولاري إليسون (المؤسس المشارك لأوراكل)، وجيف بيزوس (مؤسس أمازون). فقدوا مجتمعين 193 مليار دولار من ثرواتهم، مع خسارة ماسك وحده 121 مليار دولار (بنسبة 28%).

تُعزى خسائر الأمريكيين الأكبر مقارنة بمكاسب الصينيين لعدة أسباب، أبرزها أن ثرواتهم الأساسية أكبر، لذا فإن انخفاضاً بنسبة 10% يترجم إلى أرقام أكبر بالدولار. كما أن الأسهم الأمريكية مقيمة بشكل أعلى من نظيرتها الصينية، ما يجعلها أكثر عرضة لانخفاضات حادة.

كما تجدر الإشارة إلى الدور الأكبر الذي تلعبه الحكومة الصينية في دعم الأسواق وتعزيز مكانة الشركات الوطنية، ما يساهم في الحد من التراجعات في الأسهم الصينية.

مكاسب السيارات

وترتبط مكاسب المليارديرات الصينيين أيضًا بالأداء القوي لشركاتهم؛ فعلى سبيل المثال، قفزت مبيعات «BYD» من السيارات الكهربائية والهجينة بنسبة 40% إلى رقم قياسي بلغ 107 مليارات دولار العام الماضي، متجاوزة إيرادات «تسلا» التي بلغت 98 مليار دولار، حيث توسعت الشركة الصينية في الأسواق الخارجية.

في المقابل، تتعرض «تسلا» لضغوط بسبب العلاقة الوثيقة لماسك مع ترامب، ودوره البارز في خفض الإنفاق الحكومي وتسريح العمال، إضافة إلى المخاوف من الرسوم الجمركية والمنافسة المتزايدة.

ووفقاً لحديث داني هيوسون، المحللة في «إيه جي بيل» لـ«بزنيس إنسايدر»، فإن تسلا تعاني من تشكيلة منتجات قديمة، واستدعاءات لشاحنة سايبر تراك التي رُوّج لها كثيرًا، فضلًا عن منافسة شرسة، لا سيما من الشركات الصينية مثل «BYD».

وإذا استمر صعود التنفيذيين الصينيين على سُلّم الثروة العالمي مقابل تراجع نظرائهم الأمريكيين، فقد يكون ذلك مؤشراً على تحول جذري في توجهات الأسواق، وربما بداية لاضطراب في النظام الاقتصادي العالمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أخبار حياة