Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار ساخنةفلسطين

القتل في غزة ألوان وأشكال .. إصرار إسرائيلي على مواصلة الإبادة

أخبار حياة –مرة تلو أخرى تذهب الحاجة “أم أحمد” إلى العيادة الصحية بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” للحصول على علاجها لأمراضها المزمنة إلا أنها في كل مرة تعود خالية الوفاض.

فقد انتهى الرصيد الدوائي للعيادة وما عاد لديها ما يمكنها صرفه للمرضى، في ظل نفاد الأدوية من الصيدليات الخاصة أيضاً بفعل استمرار إغلاق المعابر والحصار المطبق المفروض على قطاع غزة، علاوة على غلاء سعره في حال العثور عليه لندرته.

هذا المشهد ينطبق أيضاً على كل ضروريات الحياة في قطاع غزة، فلا حليب أطفال ولا خبز ولا دواء ولا غذاء يمكن للغزي العثور عليه اليوم في الأسواق. وإن وجده فإن أسعاره مرتفعة للغاية، علاوة على عدم توفر المال في جيوب الغزيين الذين أنهكتهم الحرب وسرقت ما في جيوبهم من سيولة نقدية على مدار عام ونصف من حرب الإبادة المتواصلة التي لم تتوقف.

ومنذ الثاني من مارس المنصرم، أغلق الاحتلال معابر قطاع غزة كافة، ومنع إدخال المساعدات والبضائع التجارية والأدوية والمستلزمات الطبية، في إطار أكبر جريمة تجويع تجري على مرأى العالم بأسره لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني.

وفوق هذا عاد الموت الذي لم يغب منذ عام ونصف ليحوم بشكل مكثف فوق رؤوس الغزيين، بعد استئناف الاحتلال لحربه الغاشمة في الثامن عشر من مارس، فيما يطلق عليه مصطلح “الضغط العسكري”، زاعماً أنه القادر على إجبار المقاومة الفلسطينية وحركة حماس على إطلاق الأسرى والقبول بنزع سلاحها.

ومنذ عودة الحر ب على غزة قتل الاحتلال الصهيوني 1652 شهيداً، وأصاب 4391 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، لترتفع حصيلة حرب الإبادة المتواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 51.025 شهيداً، و116.432 جريحاً.

ألوان الموت هذه قتلا وتجويعاً وتعطيشا وحرماناً من العلاج والدواء، أحالت الواقع الصعب في غزة، إلى كارثة حقيقية تعصف ببقايا الحياة التي لا يمكن العثور عليها في غزة بسهولة، وجعلت الحياة اليومية للغزيين مجرد عذاب وألم لا يتوقفان.

كارثة حقيقة ومجاعة واضحة

المكتب الإعلامي الحكومي قال إن قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية حقيقية ومجاعة واضحة المعالم، يُهدد فيها الجوع حياة السكان المدنيين بشكل مباشر، وفي مقدمتهم أكثر من 1,100,000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد، في ظل غياب الغذاء، وشُح المياه، وتدهور المنظومة الصحية بشكل شبه كامل، وحرمان الناس من الحدّ الأدنى من مقومات الحياة.

وبين، في بيان صحفي، أن الاحتلال استهدف أكثر من 37 مركزاً لتوزيع المساعدات، و28 تكية طعام، ضمن خطة ممنهجة لفرض سياسة التجويع كأداة حرب ضد المدنيين.

ويرى أن ما يجري في قطاع غزة ليس أزمة عابرة، بل جريمة تجويع منظمة ترتقي إلى جرائم الحرب، ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بمشاركة وصمت دولي.

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي منع دخول أي شاحنات إغاثة أو وقود إلى قطاع غزة، في ظل تكدّس آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات عند المعابر منذ أسابيع طويلة دون السماح بوصولها إلى مستحقيها.

وقال “الإعلامي الحكومي” إن هذا الحصار المشدد لا يستثني جانباً من جوانب الحياة اليومية، ويضرب أساسيات البقاء، ما يفاقم من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 2.4 مليون إنسان في القطاع، ويُنذر بانهيار شامل غير مسبوق.

وشدد أن المرافق الخدمية والإنسانية شارفت على الانهيار الكامل، فالمشافي تعمل بقدرات محدودة ودون أدوية أو وقود، ومن المحتمل أن تتوقف جميع المستشفيات عن العمل خلال الأسبوعين القادمين بسبب انعدام دخول الوقود.

وطالب “الإعلامي الحكومي” بتحرك دولي عاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، والضغط على الاحتلال لإنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة، وفتح المعابر، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والوقود دون قيود وبما يتماشى مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

نفاد مخزونات الغذاء

وقبل يومين، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، نفاد مخزونات الغذاء التي دخلت قطاع غزة بفترة وقف إطلاق النار.

وقال نائب مدير عمليات “أونروا” في غزة جون وايت، في بيان نشرته الوكالة على منصة “إكس”، إن المخزونات التي دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار نفدت.

وبين “وايت” أن غزة تخضع تحت الحصار منذ مارس/آذار الماضي، مشيراً إلى أن الاحتلال لم يسمح بدخول أي مواد غذائية أو غير غذائية أو أي شيء آخر إلى القطاع.

وحذر بالقول: “نحن نواجه خطر المجاعة مرة أخرى، كما حدث في العام الماضي”.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة “أونروا”، إن “إسرائيل” تستخدم الغذاء والمساعدات الإنسانية سلاحاً في غزة.

ويرى “لازاريني” أن الجوع واليأس ينتشران في قطاع غزة مع استخدام الاحتلال الغذاء والمساعدات الإنسانية سلاحا.

وقال إن “إسرائيل” تفرض حصارا خانقا على غزة، وتواصل منع دخول البضائع الأساسية، مثل الغذاء والدواء والوقود، عاداً ذلك “عقاباً جماعياً”.

ولفت إلى أن المواطنين في غزة متعبون جدا لأنهم محاصرون في مساحة صغيرة، وطالب برفع الحصار ودخول المساعدات الإنسانية.

إصرار على الجريمة

ولم تكن سياسة التجويع ومنع الإمدادات الإنسانية سوى رفيق شرس للقتل المباشر خلال الحرب المتواصلة على قطاع غزة، وأضحت سياسة ممنهجة لا تتوقف طيلة الوقت.

ولم يتورع وزير الحرب الصهيوني “يسرائيل كاتس” عن الإعلان الصريح والواضح باستخدام التجويع سلاحاً لتحقيق مكاسب سياسية تفاوضية، حيث قال في تصريحات علنية إن كيانه لن يسمح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة؛ للضغط على “حماس”.

وأكد، في تصريحات صحفية، أن حكومته لا تنوي استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مبيناً أن سياسة حكومته في غزة تتمثل أولاً وقبل كل شيء، في بذل كل جهد ممكن لإطلاق سراح جميع الأسرى، وهزيمة حركة “حماس”، وفق قوله.

من جانبه، قال وزير الأمن القومي الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير، إنه لا يجب إدخال حبة واحدة من الغذاء إلى غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أخبار حياة