مسؤولون إسرائيليون: “إسرائيل” عاجزة عن القضاء على البرنامج النووي الإيراني

أخبار حياة – أكد رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، إيهود أولمرت، أن “إسرائيل لا تملك القدرة أو الوسائل اللازمة للقضاء على البرنامج النووي الإيراني”، واعتبر تصريحات رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، بهذا الشأن مجرد “استراتيجية إعلامية تهدف لصرف الانتباه عن أزماته الشخصية”.
وفي مقابلة مع “القناة 13” الإسرائيلية، أوضح أولمرت أن “ادعاءات نتنياهو المتكررة بقدرته على تدمير البرنامج النووي الإيراني ليست جديدة، بل تُستخدم منذ سنوات كأداة إعلامية لترسيخ شعور بوجود تهديد وشيك من إيران، وبأن نتنياهو وحده قادر على مواجهته”.
ورداً على ما أوردته صحيفة *نيويورك تايمز* حول تخطيط “إسرائيل” لهجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية أوقفه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قال أولمرت إنه “لا يعرف إن كان نتنياهو هو مصدر التسريب أم جهة أخرى”.
آيزنكوت: مكتب نتنياهو وراء تسريب الخطة
من جانبه، اتهم غادي آيزنكوت، رئيس أركان جيش الاحتلال الأسبق وعضو الكنيست، مكتب نتنياهو بأنه الجهة التي سربت المعلومات حول الهجوم المحتمل، معتبراً أن الهدف هو “شغل الرأي العام بهذه القضية للتغطية على ملفات الفساد التي تلاحق نتنياهو”.
في المقابل، نقلت قناة “كان” الإسرائيلية رأياً يقول إن التسريب هو “رسالة أميركية موجهة إلى إيران”، مفادها أن الهجوم قد يقع إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي، وإن الولايات المتحدة قد لا تكون قادرة على منعه.
أما صحيفة “إسرائيل هيوم”، فذكرت على لسان مصادر إسرائيلية “رفيعة المستوى” أن لا علاقة لنتنياهو أو محيطه بالتسريب، مرجحة أن مصدره أميركي بهدف الضغط على ترامب ودفعه لدعم الخيار العسكري.
وأشارت المصادر إلى أن “العديد من التفاصيل المنشورة غير دقيقة، وأن داخل الإدارة الأميركية من يعارض التدخل العسكري سواء من قبل واشنطن أو إسرائيل، خشية التصعيد الإقليمي”.
عميد في احتياط “جيش” الاحتلال: التنسيق بين واشنطن وتل أبيب وراء التسريب
في سياق متصل، رأى العميد في الاحتياط ران كوكاف أن نشر التقرير في “نيويورك تايمز” جاء بتنسيق أميركي-إسرائيلي، ويخدم الطرفين داخلياً وخارجياً. وأضاف: “إسرائيل يجب أن تتعامل بتواضع، فنحن لا نتجه نحو مهاجمة إيران، بل الوقت هو للمفاوضات”.
وبحسب موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن مصدراً مطّلعاً صرّح بأن نتنياهو لم ينفِ تدخل ترامب في إيقاف الخطة الإسرائيلية، بل إن ما حدث جرى بـ”تفاهم كامل بين الطرفين”، وهدف بيان نتنياهو الأخير هو تجنّب صدام مع ترامب.
المعارضة: لا مصلحة في مهاجمة إيران
وأشارت “القناة 13” إلى أن قادة المعارضة، بمن فيهم يائير لابيد وبيني غانتس ونفتالي بينيت، يدركون أن الهجوم على إيران “غير مجدٍ”، وأن دعواتهم المعلنة لذلك لا تعكس قناعتهم الحقيقية، إذ “لا أحد يرغب فعلاً في فتح جبهة جديدة مع طهران”.
وفي ختام تقرير “نيويورك تايمز”، كشف الصحافي الإسرائيلي المقرب من “الموساد”، رونين بيرغمان، أن الولايات المتحدة تراجعت عن دعم الهجوم الإسرائيلي بسبب مخاوف من اندلاع حرب إقليمية، مشيراً إلى أن التقديرات الأميركية كانت ترى أن أي هجوم سيؤدي إلى رد إيراني، وسيدخل المنطقة في دوامة تصعيد يصعب احتواؤها، ما دفع الإدارة الأميركية لاختيار طريق المفاوضات بدلاً من التصعيد العسكري.