أخبار حياة – «نعمة البصر أغلى ما يملكه الإنسان»، لذلك يجب التنبه جيداً لكافة المسببات والأعراض التي يمكن أن تفقدنا البصر.
تعتبر في العين أو المياه الزرقاء من أمراض العيون التي تضر العصب البصري المسؤول عن الرؤية الجيدة، ويحدث هذا الضرر في الغالب نتيجة لارتفاع ضغط العين غير الطبيعي.
وأشار عدد من أطباء العيون أن هناك أكثر من نوع للمياه الزرقاء «الجلوكوما» وأغلبها لا توجد له علامات وأعراض، حيث تبدأ الحالة في التدهور تدريجياً حتى تصل لمرحلة متأخرة، وللأسف لا يمكن التعافي من فقدان النظر الناتج عن «الجلوكوما».
لذلك يطلق عليها «سارق البصر الخفي»، لذا من المهم إجراء الفحوصات المنتظمة للعين، والتي تتضمن قياسات ضغط العين حتى يتمكن الطبيب من إجراء التشخيص واكتشاف المرض في مراحله الأولى، وعلاجه بالطرق المناسبة، حيث يمكن منع فقدان النظر أو إبطائه إذا تم اكتشاف الجلوكوما مبكراً.
بقع عمياء
وأشار الدكتور معتز سلام، استشاري جراحات المياه البيضاء والزرقاء وتصحيح الإبصار والليزك أن مصطلح «الجلوكوما» أو المياه الزرقاء نشأ نتيجة ارتفاع ضغط العين، فيؤدي ذلك إلى تلف في أنسجة العصب البصري وحدوث بقع عمياء في مجال الرؤية وإذا لم يعالج المرض يحدث تلفاً كلياً في العصب البصري، وبذلك تفقد العين قدرتها على الإبصار.
حيث تعتبر السبب الرئيسي للعمى في الأشخاص كبار السن، ويمكن منع ذلك إذا بدأ المريض العلاج مبكراً بما فيه الكفاية. ونوه إلى أن الكثير من الناس لا يلاحظون هذه البقع العمياء إلا بعد تلف جزء كبير من العصب البصري.
لذلك يطلق على المياه الزرقاء بالعامية اسم «حرامي البصر»، لافتاً إلى أن تفاقم الحالة يكمن في وجود سائل بالحجرة الأمامية للعين يسمى «السائل المائي» يفرز داخل العين ويتم تصريفه خارجها.
ويرجع سبب الإصابة بمرض الجلوكوما (ارتفاع ضغط العين) إلى عدم توازن بين كمية السائل الذي تفرزه العين وبين قدرة القنوات الخاصة للعين على تصريف هذا السائل فينتج عن ذلك تجمع هذا السائل داخل العين وارتفاع ضغط العين الذي بدوره يضغط على أنسجة العين وخاصة العصب البصري مما يؤدي إلى فقدان مجال الرؤية والبصر.
وأكد الدكتور معتز سلام أن لمرض الجلوكوما أنواعاً كذات زاوية العين المفتوحة أو المغلقة أو الجلوكوما الثانوية التي تحدث نتيجة مضاعفات مرضية، وهناك أيضاً الجلوكوما الخلقية التي تهدد أفراد الأسر التي بها تاريخ وراثي لمرض الجلوكوما، أو الأفراد الذين يعانون من بعض أمراض العيون الأخرى، مثل بعد النظر أو القرنية الصغيرة.
حيث تكون زاوية العين الأمامية التي يتم من خلالها تصريف السائل ضيقة نوعاً ما ومعرضة للانسداد، كما أن حدوث التهابات القزحية قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط العين أو مرضى السكري، لافتاً إلى أن النساء أكثر إصابة من الرجال بهذا المرض، أن حالات قليلة من المرض تكون نتيجة عيوب خلقية في العين منذ الولادة.
طرق الوقاية
وحول أبرز طرق الوقاية من المرض لفتت الدكتورة نيرمين رفعت استشاري طب وجراحة العين وإصلاح البصر وزراعة العدسات إلى ضرورة إجراء فحص دوري للعين من قبل طبيب عيون، خاصة للأشخاص فوق سن 40 سنة، أو الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالجلوكوما، ويجب أن يشمل الفحص قياس ضغط العين وفحص العصب البصري.
وأشارت إلى أن الأشخاص المعرضين لخطر الجلوكوما يجب عليهم متابعة علاج العين بانتظام، وإذا كان هناك ارتفاع في ضغط العين، قد يحتاجون إلى استخدام قطرات لتقليل الضغط في حالة استشارة الطبيب وتبين أن الأمر ليس خطيراً.
مؤكدة أن الحفاظ على وزن صحي والتحكم في مستويات السكر في الدم وضغط الدم يساعد في تقليل المخاطر، كذلك ممارسة الرياضة بانتظام قد يساعد على تحسين صحة العين بشكل عام، مع ضرورة ارتداء نظارات واقية أثناء ممارسة الرياضات التي قد تعرض العين للإصابة، وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، وأحماض أوميغا – 3.
الامتناع عن التدخين
وأكدت الدكتورة نيرمين ضرورة الامتناع عن التدخين، حيث يزيد التدخين من خطر الإصابة بالعديد من أمراض العين، بما في ذلك الجلوكوما، وأنه في حالة تشخيص الجلوكوما، من الضروري اتباع العلاج الموصوف بدقة من قبل الطبيب، سواء كان عبارة عن قطرات العين أو أدوية أخرى ويمكن أن تساعد الأدوية في التحكم في الضغط داخل العين.
السائل المائي
ولفت الدكتور أحمد شبانة استشاري طب العيون أن السبب الأكثر شيوعاً للجلوكوما هو زيادة ضغط العين وأن هذا الأمر يحدث عندما يتراكم السائل داخل العين (السائل المائي) بشكل مفرط.
مما يؤدي إلى ضغط على العصب البصري، إذ إنه في الحالة الطبيعية، يتم تصريف السائل المائي من العين عبر شبكة تصريف معينة، إذا كان هناك انسداد في هذه الشبكة أو إذا كان الطريق الطبيعي للتصريف غير فعال، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تراكم السائل وزيادة الضغط داخل العين.
وأشار إلى أن علاج المياه الزرقاء في بدايته بالأدوية ليس علاجاً مؤقتاً بل يجب الاستمرار في استعماله بصفة دائمة وطبقاً لتوصيات الطبيب، وأنه يجب حمل الدواء الموصوف مع المريض في أي مكان، حيث يجب تناول الأدوية بانتظام ودقة وفي المواعيد المحددة وحسب أوامر الطبيب.
أعراض بسيطة متسارعة نحو الخطر
نوهت الدكتورة وفاء عمري استشاري طب العيون إلى أن الجلوكوما في مراحلها المبكرة قد لا تظهر لها أعراض ملحوظة وقد يعتبرها البعض بسيطة إلا أنها متسارعة نحو الخطر ولهذا السبب، يُوصى بإجراء فحوصات منتظمة للعين، خاصة للأشخاص في الفئات المعرضة للخطر، وأنه مع تقدم المرض.
قد تظهر الأعراض مثل فقدان تدريجي للرؤية الجانبية (الزوايا)، أو رؤية غير واضحة أو مشوشة، أو ألم في العين، خاصة إذا ارتفع ضغط العين بشكل مفاجئ، أو رؤية هالات حول الأضواء، خصوصاً في الليل، وفي الحالات الحادة، قد يحدث فقدان مفاجئ للرؤية، لافتة إلى أنه من المهم أن يكون المرضى على دراية بالأعراض وأن يتبعوا نمط حياة صحياً ويشمل ذلك مراقبة ضغط العين والالتزام بالعلاج الموصوف.