أخبار حياة – في خطوة مثيرة للجدل، اختار إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، أن يراهن بمستقبل الشركة على سيارة أجرة ذاتية القيادة بالكامل، متجاهلًا بذلك نصيحة فريقه الإداري الذي كان يفضّل إطلاق سيارة كهربائية مدمجة منخفضة التكلفة.
بحسب ما نشرته صحيفة “ذا إنفورميشن”، فإن ماسك قرر إلغاء العمل على مشروع السيارة الصغيرة التي كان يُتوقع أن تُباع بسعر 25 ألف دولار – خطوة كانت ستسد فجوة استراتيجية في منتجات تسلا. وكان فريقه قد اقترح دمج إنتاج السيارة الصغيرة مع مشروع سيارة الأجرة الآلية على منصة واحدة لخفض التكاليف، إلا أن ماسك رفض هذا الاقتراح قائلًا، بحسب أحد المصادر: “إيلون لا يهتم بصناعة سيارة من طراز فولكس فاجن جولف. هذا لا يوقظه في الصباح”.
بدلاً من ذلك، وضع كل رهانه على سيارة “سايبر كاب”، وهي مركبة ذاتية القيادة بالكامل مزودة بالذكاء الاصطناعي، دون عجلة قيادة أو دواسات، وتتسع لشخصين فقط. ماسك يعتقد أن العالم يتجه نحو مستقبل لا يشتري فيه الناس سيارات، بل يعتمدون على خدمات النقل الذكية. ويأمل أن تُباع هذه السيارة بملايين الوحدات سنويًا لأساطيل الأجرة الذاتية.
غير أن التحذيرات الداخلية لم تغب، إذ أشار تحليل من داخل تيسلا إلى أن السوق الأميركي قد لا يستوعب أكثر من مليون وحدة سنويًا من هذا النوع من السيارات، وسط تحديات تنظيمية قد تعيق اعتمادها الكامل في العديد من الدول.
تُظهر هذه الرؤية الجريئة جانبًا آخر من شخصية ماسك المعروف بعناده وحدسه الفطري. ورغم أن هذا الحدس خدمه في الماضي، كما في انطلاقة تيسلا وصعودها، إلا أنه قاده أيضًا إلى مشاريع مثيرة للجدل مثل “سايبرترك”، الشاحنة التي قسمت الآراء ولم تحقق ما وُعدت به حتى الآن.
ويبدو أن اهتمام ماسك بالسيارات الكهربائية بدأ يتراجع لصالح مشاريع أخرى ، فبعد أن وعد في وقت سابق ببيع 20 مليون سيارة كهربائية سنويًا بحلول 2030، غيّر أهدافه كليًا وأعلن عن طموح جديد: بيع 100 مليون روبوت “أوبتيموس” سنويًا، وهو روبوت بشري من تطوير تيسلا، يدّعي ماسك أنه سيغيّر وجه البشرية ويوفر كل ما تحتاجه دون جهد.
ولم يكتفِ بذلك، بل أصبح ماسك يتحدث عن “لحظة شات جي بي تي” لتيسلا، حيث ستحمّل سياراته تلقائيًا قدرات القيادة الذاتية من السحابة، في قفزة تكنولوجية ستضاعف من قيمتها وأرباحها. ويؤمن ماسك أن هذا التحول – إلى الذكاء الاصطناعي والروبوتات – هو ما سيجعل من تيسلا الشركة الأكثر تأثيرًا وربحية في العالم.
لكن هذا الاتجاه الجديد يطرح تساؤلا وهو هل يمكن أن تقود رؤى ماسك الجريئة، إلى نقلة نوعية.. أم إلى أول “قنبلة اقتصادية” في تاريخ تيسلا؟