أخبار ساخنةفلسطين

كسر السيف .. كمين قسامي قوي يصفع الاحتلال شرق بيت حانون

أخبار حياة – في قلب قطاع غزة، حيث تتقاطع الإرادة المقاومة مع أساليب الحرب الحديثة، نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، فيديو توثيقي لعملية “كمين كسر السيف” التي نفذتها يوم السبت الماضي شرق بلدة بيت حانون شمال غزة.

ويعكس الكمين قدرة المقاومة الفلسطينية على الاستفادة من التكتيك المتطور، الذي يجبر الاحتلال على إعادة تقييم حساباته العسكرية في المنطقة

العملية التي خُطط لها بعناية وصيغت بالتكتيك المحكم، استهدفت جيبًا عسكريًا إسرائيليًا في قلب ميدان المعركة، في مشهد يُظهر براعة المقاومين في توظيف الأرض والزمان بشكل مدهش.

عملية الكمين، التي سُميت بـ”كسر السيف”، جاءت رداً عمليًا على التصعيد الإسرائيلي، لتُسجل نجاحًا جديدًا في سجل المقاومة الفلسطينية، وتُرسل رسالة مفادها أن القوة العسكرية لا تمنح الاحتلال أبدًا التفوق في حرب العصابات.

التفاصيل الميدانية للعملية

ومن جديد بدأت كتائب القسام في توثيق العملية عبر فيديو يوضح الخطوات الدقيقة لعملية الكمين، مشيرة إلى أن المجاهدين تمكنوا من تنفيذ الكمين على شارع العودة شرق بيت حانون.

في البداية، استهدفت مجموعات المقاومة جيبًا عسكريًا من نوع “Storm”، يتبع لقيادة كتيبة جمع المعلومات القتالية في فرقة غزة، باستخدام قذيفة مضادة للدروع، ما أسفر عن إصابات محققة في صفوف الجنود.

ثم تتابع الكتائب في الفيديو أن قوة إسناد إسرائيلية هرعت إلى المنطقة لإنقاذ الجنود المصابين، ليتم استهدافها بعبوة تلفزيونية 3 مضادة للأفراد، ما أسفر عن مقتل وجرح العديد من أفراد القوة، ما يزيد من تأثير الكمين على وحدة الاحتلال.

وفي مواصلة العمليات الدقيقة، استهدفت كتائب القسام موقعًا مستحدثًا لجيش الاحتلال في المنطقة نفسها، حيث أمطرت الموقع بأربع قذائف آر بي جي، بالإضافة إلى عدد من قذائف الهاون التي أصابت الموقع العسكري مباشرة، ما أوقع المزيد من الإصابات بين جنود الاحتلال.

العملية الميدانية خطوة بخطوة

يكشف الفيديو عن التكتيك المتقن لكتائب القسام في تنفيذ الكمين، حيث يظهر مجموعة من المقاومين يخرجون من أحد الأنفاق، حاملين أسلحتهم الرشاشة.

وينصب المقاومون كمينًا بالقرب من شارع العودة، الذي يُعتبر أحد الطرق الرئيسية التي تستخدمها قوات الاحتلال، حيث يمر جيب عسكري من نوع “storm” عبر الموقع المستهدف.

وبعد مرور الجيب، يتم استهدافه بقذيفة مضادة للدروع، ما يؤدي إلى اشتعال النيران في الجيب وتدميره.

وبالتزامن مع ذلك، يهاجم المقاومون الجيب بالأسلحة الرشاشة، ما يؤدي إلى انقلاب الجيب على الطريق، وسط تأكيدات بمقتل من فيه.

كما يظهر الفيديو أن أبطال القسام استهدفوا أيضًا موقع الاحتلال المستحدث بأربع قذائف RPG، ثم مطروا الموقع بعدد من قذائف الهاون، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل.

نتائج العملية

بحسب تصريحات كتائب القسام، أسفرت العملية عن قتل ضابط إسرائيلي وإصابة عدد من الجنود الآخرين، ما يعكس النجاح الكبير للعملية من حيث الإصابات المباشرة والتأثير على معنويات الاحتلال.

 كما يُظهر الفيديو براعة المقاومين في استخدام التكتيك الحربي المتقدم، مما يعكس القدرة العالية على التخطيط والتنفيذ.

تكتيك مقاوم متقن يربك حسابات الاحتلال

في حديث أشار رامي أبو زبيدة، الباحث في الشؤون العسكرية، إلى أن هذا النوع من العمليات يعكس القدرة العالية لكتائب القسام على الاستفادة من التضاريس والأنفاق لتنفيذ كمائن مباغتة تقلل من تفوق الجيش الإسرائيلي، معتبرًا أن الاحتلال يواجه تحديات كبيرة في معركة الشوارع الضيقة والكمائن المعقدة في شمال غزة.

وقال أبو زبيدة: “نجاح هذا الكمّين يعكس براعة كبيرة في التنفيذ والتخطيط، وهو جزء من أسلوب حرب العصابات التي نجحت في إرباك حسابات العدو. العملية تعتمد على المفاجأة والتخطيط الجيد، مما مكّن المقاومة من استهداف الجيب العسكري بشكل محكم.”

وأضاف أن استخدام الأنفاق كان عنصرًا حاسمًا في العملية، حيث ساعدت المقاومين على التنقل السري والابتعاد عن أنظار الاحتلال.

عملية خلف خطوط العدو

الكاتب والمحلل السياسي سعيد زياد، أكد أن العملية تنتمي لنوعية الكمائن المركبة خلف خطوط العدو، حيث تم تنفيذ المقتلة على التماس من شارع جكر، الذي يبعد عن الحدود مسافة 200 متر فقط، بمعنى أنها عملية هجومية أكثر مما هي عملية دفاعية.

وأشار زياد في تعليق له عبر قناة الجزيرة أن عدد المقاتلين الكبير الذي شارك في العملية، وصنوف الأسلحة المستخدمة (عبوات، قذائف، هاون، رشاشات)، وتركيب العملية، يدلل على استحكام ميداني كبير للمقاومة.

ورأى أن اقتراب المقاتلين بهذا الشكل من المركبة يدلل على جرأة عالية خاصة مع صعوبة القتال في منطقة مكشوفة كهذه، وهنا بدا احتمال أسر القوة المصابة قريباً.

وأكد أن برودة أعصاب المقاتلين، وهدوءهم خلال الكمين، ساهم في انتخاب الهدف الصحيح، والسماح للمركبات الأخرى بالمرور، كما ساهم في استثمار النجاح عبر توجيه ضربات أخرى محققة بصنوف الأسلحة.

وبين أن القذيفة التي استهدفت المركبة هي قذيفة آر بي جي عيار 85 ملم، وليس قذيفة ياسين، وهي قذيفة مناسبة لاستهداف المركبات خفيفة التدريع، وقد أفضت إلى إيقاع القوة بين قتيل وجريح كما شاهدنا.

آفي أشكنازي: “حرب العصابات” تضعف الجيش الإسرائيلي

من جانبه، علّق آفي أشكنازي، المحلل العسكري في صحيفة “معاريف”، على الحادثة قائلاً: “الحادثة الصعبة شمال قطاع غزة تُجسد عقيدة حرب العصابات لدى حماس: فخاخ، إطلاق صواريخ مضادة للدروع، والانسحاب عبر الأنفاق”.

وأضاف أشكنازي في تحليله: “الجيش الإسرائيلي يتأهب وفقًا لذلك، لكنه يدرك أن القتال على الأرض معقد وهش على المدى الطويل. حماس تدرك أن الجيش يعمل بقوة محدودة، وأحيانًا أقل من ذلك، ولذلك تختار انتظار المعركة الكبرى”.

وأكمل قائلاً: “في هذه الأثناء، تزرع حماس الفخاخ، تفخخ الأنفاق، وتعد الكمائن للجيش، في ذات الوقت، يراقب عناصرها نشاط القوات وروتين القتال، وينتظرون الفرصة المناسبة للهجوم. وعندما تأتي، يحاولون مهاجمة القوات باستخدام صواريخ مضادة للدروع، بل ويوثقون الإصابات لأغراض دعائية”.

من خلال كمين كسر السيف، تواصل كتائب القسام رفع وتيرة العمليات الميدانية النوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي، موجهة ضربة مؤلمة للجيش في واحدة من أكثر المناطق الاستراتيجية في قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أخبار حياة