“أم الأوجاع” في غزة.. نعيمة ترعى ثلاثة أبناء من ذوي الإعاقة في ظل التجويع والنزوح
أخبار حياة – في إحدى خيام النزوح التي بالكاد تصلح للحياة، تكافح نعيمة محرم بصمت وسط ظروف قاسية، بعد أن انفصل عنها زوجها منذ سنوات، وتُركت تواجه الحياة بمفردها، حاملة على كاهلها مسؤولية رعاية ثلاثة من أبنائها من ذوي الإعاقة.
تقول نعيمة “أرعى ثلاثة شباب من ذوي الإعاقة، جميعهم بحاجة للعلاج والرعاية المستمرة. حياتنا باتت شبه مستحيلة، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء، كما أن أبنائي يعانون من أمراض جلدية مزمنة تتفاقم بسبب سوء الظروف الصحية.”
قصة نعيمة المليئة بالأوجاع لا تنتهي عند هذا الحد، فواحد من أبنائها مصاب بالسرطان، ويحتاج إلى علاج غير متوفر في غزة نتيجة الحصار المستمر وإغلاق المعابر. وتقول بحرقة: “ابني ينهار أمامي يوما بعد يوم، ولا أستطيع فعل شيء له. العلاج غير متوفر، والمستشفيات عاجزة عن مساعدتنا.”
خلال موجات النزوح التي تعصف بسكان غزة بين الحين والآخر، تجد نعيمة نفسها عاجزة عن حمل أبنائها ومساعدتهم على الانتقال، ما يضطرها للاستعانة بمن حولها. تصف تلك اللحظات قائلة: “أواجه صعوبة بالغة في التنقل مع أولادي أثناء النزوح. لا أستطيع حملهم جميعًا، وأضطر لطلب المساعدة من الجيران والمارة.”
تعيش نعيمة اليوم داخل خيمة لا تقي من الحر ولا من البرد، خيمة لا توفر الحد الأدنى من الأمان أو الخصوصية، وتناشد عبر شبكة وطن بضرورة توفير غذاء ومسكن آمن يضمن حياة كريمة لأبنائها.
قصة نعيمة تجسد الألم الذي يعيشه كثير من الأمهات في غزة، ممن يتحملن فوق طاقتهن من المسؤوليات والهموم، في ظل غياب الدعم الحقيقي، واستمرار الحصار الذي يحرم المرضى والضعفاء من حقهم في الحياة.
