Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

«بولينيا» فجوة ضخمة تظهر في القطب الجنوبي وتحير العلماء

أخبار حياة – حدث مفاجئ لفت أنظار العلماء حول العالم، تمثل في ظهور فجوة ضخمة في جليد البحر ظلت مفتوحة لعدة أسابيع، ما أثار تساؤلات حول الآليات التي تقف وراء هذه الظاهرة. وقد ظهرت هذه الفجوة، المعروفة علميًا باسم “بولينيا”، فوق منطقة ماود رايز في المحيط الجنوبي، وهي منطقة معروفة تاريخيًا بتكوّن مثل هذه الفتحات بين الحين والآخر.

البولينيا هي مناطق في الجليد البحري تذوب فيها الطبقة الجليدية أو تتكسر، مما يكشف عن مياه المحيط أدناها. ورغم أن هذه الظواهر ليست نادرة في المناطق القطبية، فإن حجم الفتحة واستمراريتها في ماود رايز يجعلها استثنائية.

ويُعتقد أن الجبل البحري الضخم الكامن تحت بحر ويديل، والمعروف باسم ماود رايز، لعب دورًا محوريًا في تكوين هذه الظاهرة بمرور السنوات.

وقد تم التعرف على المنطقة لأول مرة كنقطة ساخنة لتكوّن البولينيا بين عامي 1974 و1976 عندما رُصدت فتحة أكبر بكثير. ويعتقد العلماء منذ وقت طويل أن الجبال البحرية والتيارات المحيطية تساهم في تكوين الفجوات من خلال خلق دوامات تحت الماء تحتجز المياه المالحة والدافئة، ما يُضعف الجليد من الأسفل.

من بين العوامل المؤثرة، برزت ظاهرة “نقل إكمان” — وهي حركة تيارات مدفوعة بالرياح تدفع المياه المالحة نحو المنطقة، مما ساهم في ذوبان الجليد من الأسفل وأبقى الفتحة مفتوحة لأسابيع. وفي عام 2017، وبعد عقود من غياب الفتحات الكبيرة، ظهرت فجوة ضخمة مجددًا فوق ماود رايز، ما دفع العلماء إلى تكثيف أبحاثهم لفهم الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة غير المعتادة.

وتشير الدراسات إلى أن قوة التيار الدائري المعروف باسم “دوامة ويديل” قد ازدادت في تلك الفترة، ما ساهم في جلب المياه الدافئة من الأعماق إلى السطح، وبالتالي أضعف الجليد. لكن ما حيّر العلماء هو استمرار الفجوة خلال فصل الشتاء القطبي القاسي.

وقد كشفت أبحاث حديثة أن العواصف الخارجية — وهي ظواهر جوية ازدادت حدتها مع تغيّر المناخ — لعبت دورًا كبيرًا في الحفاظ على الفجوة مفتوحة. هذه العواصف ساعدت على دفع الجليد إلى الخارج، بينما أدت “أنهار الغلاف الجوي”، وهي كتل ضخمة من بخار الماء، إلى إضافة حرارة إلى السطح، ما زاد من ضعف الجليد.

ويزداد دور تغير المناخ وضوحًا في هذا السياق، حيث إن التغيرات في الظروف الجوية والمحيطية نتيجة الاحترار العالمي قد تزيد من تكرار وحدة هذه العواصف. ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة «ساينس أدفانسيس»، فإن العلماء يحذرون من أن هذه التحولات قد تؤدي إلى تسارع ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية، وزيادة التقلبات الجوية.

ورغم أن ظاهرة بولينيا قد تبدو محلية، إلا أن آثارها قد تكون عالمية، إذ تؤثر على أنماط دوران المحيطات، وخاصة «الحزام الناقل العالمي»، الذي ينظم توزيع الحرارة والكربون على كوكب الأرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أخبار حياة