
أخبار حياة – قال الخبير والمستشار التربوي الدكتور زياد الطويسي إن قرار تأنيث الكوادر التعليمية لمدارس الذكور للصفوف السادس فما دون ينطوي على أبعاد تربوية واقتصادية واجتماعية أوسع، تتجاوز مجرد توزيع الكوادر بين الذكور والإناث.
وأضاف في حديث لنشرة أخبار حياة اف ام، أن المعلم سواء كان ذكراً أو أنثى، يؤدي دوراً محورياً في العملية التربوية، لكن هناك رؤية أعمق وراء هذا القرار، في ضوء التحديات التي تواجه مخرجات التعليم، وعلى رأسها ضعف الإقبال من الذكور على مهنة التعليم.
عزوف الذكور عن مهنة التعليم
وأشار إلى أن أسباب عزوف الذكور عن مهنة التعليم تعود إلى تدني الأجور، وطول ساعات العمل، وانخفاض مستوى الرفاه المهني مقارنة بفرص العمل الأخرى المتاحة لهم، مضيفاً أن هناك رغبة متزايدة لدى الإناث للعمل في التعليم، حيث يناسبهم قصر وقت الدوام، كما أن الاعتبارات المادية لا تمثل العائق ذاته مقارنة بالذكور، مما يمكنهن من العودة إلى منازلهن مبكراً لأداء أدوار أخرى.
وأوضح أن هناك ميزات إضافية للإناث في البيئة الصفية حيث أن المعلمات أكثر قدرة على الاتصال وبناء لغة مشتركة مع الأطفال، وأكثر قرباً منهم اجتماعياً، ما يساهم في تعزيز مهارات بناء اللغة والعلاقات الإيجابية في المراحل المبكرة.”
وأشار إلى أن “الرفاه المهني والاجتماعي لدى المعلمات أعلى قليلاً مقارنة بالمعلمين الذكور، بسبب فروقات متطلبات الحياة الاقتصادية بين الجنسين”.
ولفت إلى أن كل هذه الأسباب مجتمعة تجعل المرأة أكثر قبولاً وكفاءة في تدريس الصفوف الثلاثة الأولى، بل وقد تساهم في رفع مستوى التحصيل الدراسي وتحسين جودة التعليم مستقبلاً.
البطالة لدى المعلمين
وحول تأثير القرار على البطالة، أشار الطويسي إلى أن “معدلات البطالة بين الإناث أعلى من الذكور حالياً، وبالتالي فإن هذه الخطوة تسعى لتحقيق توازن في فرص العمل بين الجنسين”، مضيفاً أن “الذكور يتمتعون بفرص توظيف أوسع في قطاعات اقتصادية أخرى.”
كما أشار إلى أن العملية التعليمية لا تقتصر على وقت الدوام المدرسي فقط، بل تمتد إلى أعمال التحضير والتصحيح ومتابعة واجبات الطلبة في المنزل، وهي مهام، بحسب آخر الدراسات، تؤديها المعلمات بكفاءة أعلى بسبب طبيعة ظروفهن الاجتماعية.
تأنيث الكوادر التعليمية
وكان وزير التربية والتعليم، عزمي محافظة، قد أوعز بتأنيث المدارس التي كادرها التعليمي من الذكور والتي تنتهي بالصف السادس فما دون.
وفي كتاب وجهه الوزير إلى مديرات التربية والتعليم، بنقل الكوادر الفائضة من المعلمين الذكور إلى المراكز التعليمية والإدارية وإدراجها على بطاقة التشكيلات المدرسية للعام 2025 – 2026.