
أخبار حياة – أكد الكاتب والمحلل السياسي رجا طلب، أن الوضع السياسي في إسرائيل وبالعودة إلى القانون الأساسي أو ما يعرف “بالدستور” لا يتيح لاحتجاجات الشارع إسقاط الحكومة، حيث هنالك آلية قانونية لتنفيذ هذا المطلب.
وأوضح طلب خلال حديثه لبرنامج استديو التحليل عبر اذاعة حياة اف ام، أن إسقاط الحكومة في إسرائيل يتم عبر سحب الثقة من داخل الكنيست، وبما أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتمتع بأغلبية داخل الكنيست عبر تشكيل ائتلاف قوي وصلب، فذلك يعزز من بقاء الحكومة الحالية.
ولفت إلى أن هذا هو السبب الذي يجعل نتنياهو يخضع لابتزاز شخصيتين منفرتين مثل بن غفير وسموتريتش، على الرغم من إدراكه مدى قباحة التشاركية معهما، إلا أنه مضطر للحفاظ على قوة الائتلاف وعدم السماح بسقوط الحكومة.
وأشار إلى أنه كما أعلن سموتريتش قبل يومين، فإن دخول المساعدات إلى قطاع غزة سيؤدي إلى إسقاط الحكومة وانسحاب أطراف منها، موضحا أن استطلاع صحيفة معاريف العبرية الأخير أظهر أن سموتريتش لم يتجاوز خط الحسم، مما يعني أنه قد لا يتمكن من دخول الكنيست أو ضمان تمثيل حزبه.
• لا تحكم أمريكا مباشرا ــ
وحول العلاقة مع الولايات المتحدة، قال طلب إن انهيار الحكومة أو إسقاطها لا يخضع لتحكم أمريكي مباشر، مؤكدا أن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب قائمة على تبادل المصالح منذ عام 1948، حيث تستخدم واشنطن إسرائيل لتنفيذ مهمات.
وأوضح أن واشنطن، في حال رأت أن تل أبيب لا تسير وفق مشيئتها، تستخدم وسائل ضغط غير مباشرة وأحيانا مباشرة مثل الدعم المالي أو السلاح، لكنها لا تستطيع أن تظهر كقوة مؤثرة في المعادلة الداخلية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن ذلك لا تسمح به تل أبيب ولا تريده واشنطن أيضا.
وأضاف أن الفترة التي كان فيها جو بايدن رئيسا لأمريكا شهدت مقاطعة إدارة الحزب الديمقراطي لكل من سموتريتش وبن غفير، لافتا إلى أن بن غفير، خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، لم يستقبل رسميا لا في الخارجية الأمريكية ولا في البيت الأبيض، مما يعكس طريقة التعامل مع الشخصيات المتطرفة وكأنها وباء سياسي.
وأكد طلب أن واشنطن لا تتدخل في تركيبة الحكومات الإسرائيلية، بل تمارس ضغوطها بشكل غير مباشر على رئيس الوزراء، مرجحاً أن الإدارة الأمريكية قد تقدم نصائح لنتنياهو لكنها لا تملك وسائل قانونية للتدخل المباشر، حيث أن أي تدخل قد يؤدي إلى فضيحة مدوية داخل إسرائيل والولايات المتحدة معا.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء نفسه، رغم كونه يعين رئيس الشاباك، إلا أن مهام الشاباك قد تصل إلى التجسس على مكتب رئيس الوزراء، مما يوضح حجم التداخل داخل النظام الإسرائيلي.
وأوضح طلب أن تدخلا أمريكيا عبر الأموال أو دعم أطراف معينة داخل الائتلاف أو المعارضة سيؤدي إلى فضيحة كبرى، مؤكدا أن أي صفقة بهذا الحجم ستؤدي حتما إلى انهيار الحكومة وانسحاب سموتريتش وبن غفير، وهو أمر لا يريده نتنياهو بأي حال.
وأضاف أن الائتلاف ما زال متماسكا رغم كل الاحتمالات، معتبرا أن فكرة الصفقة لا تزال بعيدة المنال، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية قد تضغط على نتنياهو لتبريد ملف المساعدات الإنسانية لقطاع غزة حتى لا يحرج الرئيس الأمريكي خلال زيارته المرتقبة إلى الخليج.
وختم طلب بالقول إن المجاعة في غزة ستضع الولايات المتحدة في موقف محرج فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وقد تستخدم دول الخليج هذا الملف كورقة ضغط على واشنطن خلال مفاوضات الاستثمارات الأمريكية في المنطقة.