تواطؤ متواصل: محركات بريطانية تدعم الطائرات الإسرائيلية القاتلة في حرب غزة

أخبار حياة – كشف موقع “دي كلاسيفيد” البريطاني عن تورط شركة بريطانية في تزويد “إسرائيل” بمحركات جيل جديد من الطائرات بدون طيار، التي يُعتقد أنَّها تُستخدم في الهجمات القاتلة على المدنيين في قطاع غزة، مما يثير تساؤلات حول التواطؤ الدولي في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين.
تفاصيل الطائرة الإسرائيلية
أوضح الموقع البريطاني أن الطائرة الإسرائيلية هي طائرة تكتيكية ذات قدرة تحمل طويلة، تم تصميمها من قبل شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI). وهذه الطائرة مخصصة لعمليات الهجوم والدعم التكتيكي للجيش الإسرائيلي، إذ يمكنها التحليق لفترات طويلة وتنفيذ مهام قتالية دقيقة.
ووفقاً لتصريحات الشركة الإسرائيلية، فإن هذه الطائرة قادرة على حمل مجموعة متنوعة من الحمولات من بينها الأسلحة، مما يجعلها أداة فعالة لدعم العمليات الجوية في الميدان. كما تتمتع الطائرة بقدرة على تنفيذ عمليات هجومية، ما يسمح لها بحمل الأسلحة وتنفيذ الهجمات بشكل دقيق، مما يزيد من تعقيد الصراع في غزة.
وأضاف “دي كلاسيفيد” أن الطائرة مُصممة لتكون متعددة الاستخدامات، إذ تُستخدم في سيناريوهات قتالية مختلفة، بما في ذلك العمليات الهجومية والدعم الجوي التكتيكي. وهذا يفتح المجال لزيادة فاعليتها في الحروب الحديثة التي تشهدها المنطقة.
التورط البريطاني: محركات من شركة محركات
فيما يتعلق بالتورط البريطاني، أكد الموقع أن شركة محركات، وهي شركة هندسية بريطانية تقع في مدينة دورست، هي التي تزود الطائرة بمحركاتها. ويكشف هذا الأمر عن دور بريطانيا في تمويل وتزويد الآلات الحربية التي تُستخدم في الصراع الدائر في غزة.
في وقت سابق، ذكر التقرير أن الشركة حصلت في عام 2022 على إعفاء من رخصة التصدير من قبل الحكومة البريطانية، مما يسمح لها بتصدير محركاتها ومكوناتها العسكرية إلى دول مثل إسرائيل. هذا الأمر يثير الكثير من الأسئلة حول مدى التزام الحكومة البريطانية بالضوابط والقيود المفروضة على صادرات الأسلحة، خاصةً في ظل الانتهاكات الإنسانية المستمرة في غزة.
الطائرات الإسرائيلية: أسلحة متطورة تُستخدم في استهداف المدنيين
أشار الموقع إلى أن الطائرات بدون طيار الإسرائيلية، والتي يتم التحكم فيها عن بُعد، لا تقتصر فقط على تدمير الأهداف العسكرية، بل تم استخدامها في تنفيذ هجمات ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة.
وقد تم توثيق مشاهد للطائرات وهي تلقي القنابل وتطلق النار على الأشخاص في الشوارع، مما يسلط الضوء على التورط المتزايد لهذه الطائرات في ارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني.
وتشير بعض التقارير إلى أن “إسرائيل” استخدمت الطائرات الرباعية (الطائرات الصغيرة بدون طيار) في أساليب خداعية، مثل بث أصوات أطفال يبكون لجذب الفلسطينيين من منازلهم إلى مناطق مكشوفة، حيث يتم استهدافهم بالهجمات الجوية.
كما نقل “دي كلاسيفيد” عن جراح متقاعد يدعى “عزام محمود”، الذي قدم شهادات مروعة حول استخدام الطائرات في استهداف المدنيين، قائلاً: “كانت الطائرات تأتي وتقوم بإصابة المدنيين، لا سيما الأطفال، في مشهد لا يوصف من الرعب والدمار”.
دور بريطانيا في تصدير الأسلحة: فشل الرقابة
ورغم الضغوط الدولية، لم تفرض الحكومة البريطانية القيود الكافية على صادرات الأسلحة التي يمكن استخدامها في ارتكاب جرائم ضد المدنيين.
وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم حملة مكافحة تجارة الأسلحة، إميلي أبل، في تصريحات للموقع: “يجب على الحكومة البريطانية أن تتحمل مسؤوليتها وتغلق هذه الثغرة القانونية بشكل عاجل. لا يمكننا السماح بتواطؤنا في ارتكاب الإبادة الجماعية، ويجب أن نعطي الأولوية لحياة الفلسطينيين على حساب أرباح صناعة الأسلحة”.