Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
عربي ودولي

صفوت عمارة: الأشهر الحُرم تضاعف فيها الحسنات والسيئات

أخبار حياة – أكد الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أنّه جرت حِكمة اللَّه تعالى وسُنَّته على تفضيل بعض الأزمنة على بعض، ففضَّل الأشهر الحُرم «ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب» عن غيرها من شهور العام، وجعل الطاعات والعمل الصالح في الأشهر الحُرم أفضل ثوابًا وأعظم أجرًا، كما جعل الظلم فيها أشد إثمًا وأعظم وزرًا عمّا سواها من الشهور، مشيرًا إلى أنَّ الثواب والعقاب مضاعف في الأشهر الحُرم عن سائر الشهور، وذلك بسبب شرف الزمان الذي حرمه اللَّه، لأنه سبحانه إذا عظّم شيئًا من جهة واحدة، صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو عدة جهات، صارت حرمته متعددة.

وقال الدكتور صفوت عمارة، إنّ الأشهر الحُرم أربعة هي «ذُو القعدة وذُو الحجة والمحرم ورجب»، ذكرها اللَّه إجمالًا في القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة:36]، وقد ورد تعيينها في الصحيحين؛ فعن أَبي بكرة نفيع بن الحارث، رضي اللَّه عنه، عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «إنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللَّه السماوات والأرض: السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعةٌ حُرم: ثلاثٌ مُتوالياتٌ: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذى بين جمادى وشعبان» [متفقٌ عليه].

كما بيَّن الدكتور صفوت عمارة، أنَّ الأشهر الأربعة الحُرم استمدت تسميتها وحرمتها حتى قبل الإسلام، حيث كانت العرب في الجاهلية تحرم القتال في هذه الأشهر الأربعة، فكانت هذه الأشهر معظمة فى شريعة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، واستمر ذلك التعظيم عند العرب حتى جاء الإسلام فأقره، وسبب تحريمهم لذي القعدة وذي الحجة والمحرم هو تأمين أداء شعيرة الحج، فكانوا يحرمون قبله شهرًا ليتمكنوا من السير إلى الحج، ويسمونه القعدة لقعودهم عن القتال فيه، ثم يحرمون ذا الحجة وفيه أداءُ مناسكهم وأسواقهم، ثم يحرمون بعده شهرًا ليعودوا إلى ديارهم، وحرموا القتال في شهر رجب وسط العام لأجل زيارة البيت والإعمار، حتي يأمن قاصدُ البيت الغارة فيه، وقال ابن كثيرٍ في تفسيره: “كان الرجلُ يلقى قاتل أبيه فى الأشهُر الحُرم فلا يمُدُّ إليه يده”، إلا إذا بادر أحد في الاعتداء على أحد فحينئذ يسوغ له مقاتلته دفاعًا عن النفس.

وأوضح الدكتور صفوت عمارة، أنَّ اللَّه عزّ وجلّ جعل لعباده في أيام دهرهم نفحات، فجعل الطاعات في الأشهر الحُرم أفضل ثوابًا وأعظم أجرًا، والظلم فيهم أشد إثمًا وأعظم وزرًا عن سائر الشهور، ولقد حثنا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، على اغتنام هذه الأزمنة الفاضلة حيث قال: «افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم، وأن يؤمِّن روعاتكم» [أخرجه الطبراني، وحسَّنه الألباني] أي: افعلوا الخير في عمركم، وتعرضوا لنفحات رحمة اللَّه في مواسم الخيرات وأزمنة البركات التي يصيب اللَّه بها من يشاء من عباده، وهذا يستدعي من المسلم أن يحسن استقبالها واغتنامها، وأن يجتهد ويكثر فيها من الأعمال الصالحة، وكل عامٍ وأنتم بخيرٍ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أخبار حياة