
أخبار حياة – قال مدير إدارة الإشراف والتدريب التربوي في وزارة التربية والتعليم الدكتور محمد المومني، إن الوزارة على تواصل مستمر وتتلقى تغذية راجعة من الميدان التربوي، مؤكداً أن هذه التغذية تؤخذ بعين الاعتبار عند اتخاذ أي قرار.
وأشار المومني خلال حديثه لبرنامج صوت حياة عبر اذاعة حياة اف ام، أن تأنيث التعليم ليست قضية جديدة أو أمرا مستجدا في الأردن، موضحاً أن الصفوف من الأول وحتى الرابع تدرس فيها معلمات إناث منذ عشرات السنين.
وأوضح أن القرار الأخير تم اتخاذه بناء على ترجيح مصلحة ما يتحقق للطلبة من اكتساب معارف ومهارات واتجاهات، مشدداً على أن هذه التجربة، التي امتدت لعشرات السنين، تم تقييمها في مراحل مختلفة منذ بدايتها وحتى استقرارها.
وأضاف أن اتخاذ القرار سبقته أيضا أصوات رافضة ومتحفظة، لافتا إلى أن المبررات التي تعتمدها الوزارة تنطلق من تجارب ناجحة. وأكد أن العديد من الأبحاث المحلية والدولية أثبتت أن الطلبة في المراحل الأساسية الأولى يكون أداؤهم وتحصيلهم الأكاديمي أفضل عند تدريسهم من قبل الإناث، إلى جانب أثر ذلك على النمو الاجتماعي واكتساب مهارات التواصل وزيادة الدافعية والثقة بالنفس.
وشدد المومني على احترام وتقدير المعلمين الذكور، قائلاً إنهم لا ينتقص من جهودهم ولا يبخسون حقهم، وهم على درجة عالية من الكفاءة. واستدرك بأن المرحلة العمرية للطلبة في الصفوف الأولى تجعلهم أكثر استجابة للمعلمة، والتي تستطيع في كثير من الحالات تحديد احتياجات الطالب وتقديم تعلم مناسب له.
وأكد أن القرار واضح، ولن يكون هناك اختلاط، مشيراً إلى أن هناك 123 مدرسة تنتهي بالصف السادس، وسيتم فيها استبدال المعلمين ذكور بمعلمات اناث . وأوضح أن هذا يشمل الطاقم التدريسي والإداري بالكامل، مثل المديرة والمساعدة والمعلمات.
وأضاف أن هذه ليست تجربة جديدة، لافتاً إلى وجود عشرات المدارس في الأردن تعرف بـ”المدارس المؤنثة”، حيث الطلبة من الذكور والكادر التدريسي من الإناث.
وأشار إلى أن معظم طلابنا لغاية الصف الرابع يدرسون في مدارس مختلطة، مبيناً أن الدراسات تؤكد أن الإناث يقمن بالتدريس حتى الصف الثاني عشر في الغالبية المطلقة من المدارس الخاصة، ويقمن بواجبهن على أكمل وجه.
وأكد المومني أن ضبط الصف ليس مرتبطا بجنس المعلم، وإنما بمهاراته في الإدارة الصفية والقيادة، وقال إن المعلم قائد في صفه، وهذه الصفات تتعلق بشخصيته، لا بجنسه.
وأوضح أن هناك تجارب محلية وإقليمية، بما فيها مدارس حكومية في مناطق نائية تدرس فيها المعلمات صفوفا أعلى من السادس، لأسباب خاصة بتلك المناطق. وأضاف أن الدول المتقدمة لا تنظر إلى جنس المعلم عند التعيين، بل إلى كفاءته فقط.
وفيما يتعلق بالتعيينات، أشار إلى أنها مستمرة، لكنها قد لا تكون كافية لتغطية جميع الاحتياجات. وقال إن الوزارة تستند في التعيين إلى التقاعد السنوي، والتوسع في الغرف الصفية، والزيادة الطبيعية في أعداد الطلبة، مؤكدا أن الواقع تمت دراسته وتحليله بالكامل لتحديد الاحتياجات وتوزيع الكوادر التعليمية والإدارية وفقا لذلك.