
أخبار حياة – أكد الخبير الاقتصادي حسام عايش، أن العمالة غير المنظمة تعد بمثابة “الصندوق الأسود” لسوق العمل، نظرا لتأثيرها الكبير على الأجور، والاستقرار، والإنتاجية، والمهارات التي يمكن أن يوفرها السوق النظامي.
وأشار عايش، خلال حديثه لبرنامج استديو التحليل عبر إذاعة حياة اف ام، إلى أن هذه العمالة تربك الأداء العام للسوق، كما تعرقل القدرة على قراءة المؤشرات المتعلقة بالعمالة المتوفرة، والأجور الممكنة، والقطاعات المستفيدة، والتنظيم المفترض لسوق العمل، بما ينسجم مع متطلبات الأداء الاقتصادي.
وأضاف أن العمالة الوافدة غير المنظمة تترك تأثيرات سلبية واضحة على تنظيم سوق العمل، رغم أنها تلعب دوراً في ضبط وتيرة ارتفاع الأجور، بحيث لا تتجاوز قدرة أصحاب العمل أو الاقتصاد على تحملها.
وأوضح عايش أن ما تحاول وزارة العمل فعله بإحلال العمالة الأردنية محل الوافدة يشبه إلى حد كبير ما يقوم به الرئيس الأميركي من فرض رسوم جمركية لاستعادة الصناعات التي غادرت السوق الأميركية منذ عقود، مشيراً إلى أن هذا يتطلب سياسات مختلفة لتأهيل العمالة الأردنية، من خلال التدريب المهني واستخدام التكنولوجيا، والقدرة على التكيف مع مهن كانت في الأصل من نصيب العمالة الوافدة.
وقال إن الأردن يصدر عمالة إلى الخارج، وفي الوقت ذاته يستقبل عمالة وافدة، لكن الإشكالية تكمن في مدى حاجة السوق المحلي إلى أنماط العمالة المختلفة من حيث المهارات والمعرفة والخبرات.
وبين أن سوق العمل في الأردن، وبحسب التشخيص، بحاجة إلى عمالة متوسطة إلى منخفضة المهارات، ما يفسر لجوء الكثير من القطاعات إلى العمالة الوافدة، في حين تعاني العمالة المحلية الماهرة من البطالة، خصوصاً مع بلوغ نسب البطالة بين حاملي شهادات البكالوريوس نحو 26–27 بالمئة.
ولفت إلى أن ضعف التطور في القطاعات الاقتصادية يحد من توليد وظائف ومهن جديدة تتطلب مهارات ومعارف متقدمة، مما يزيد من الإشكاليات المرتبطة بدمج العمالة الوطنية في السوق.
وأشار عايش إلى وجود خلل في توزيع القوى العاملة، وتفاوت واضح في طبيعة الوظائف بين القطاعات الاقتصادية، فبعضها كثيف العمالة، وبعضها يسعى لتقليص أعدادها، مما يضع الخريجين أمام خيارات محدودة وغير مجدية اقتصادياً أو مهنياً.
وختم عايش تصريحه بالتأكيد على ضرورة مراجعة مدخلات سوق العمل بشكل شامل، وتطوير التخصصات لتتماهى مع حاجات السوق الفعلية، حتى ضمن المستويات الأكاديمية الأساسية، وليس فقط تلك التي تتطلب مهارات رفيعة ومتقدمة.