
أخبار حياة – يواجه قطاع غزة أسوأ أزمة إنسانية منذ أكتوبر 2023، حيث ندرة الغذاء وشح المياه وفقدان الدواء وانهيار الرعاية الصحية.
وأكد المكتب الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أمس، أنه لم تدخل أيّ إمدادات إنسانية أو تجارية إلى غزة منذ أكثر من سبعة أسابيع.
وقال إن إغلاق جميع نقاط العبور أدى إلى حدوث أسوأ أزمة إنسانية في القطاع منذ أكتوبر 2023، مؤكداً أن هذه أطول فترة حظر للمساعدات منذ بداية الحرب، ومشيراً إلى الندرة المتزايدة في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب والمأوى والرعاية الطبية نتيجة الحصار الإسرائيلي.
وأضاف المكتب أن العديد من الإمدادات الطبية نفدت بالفعل ونتوقع نفاد المزيد خلال الأسابيع المقبلة. وأشار إلى أن 57% فقط من الأدوية الأساسية تتوفر بكميات تكفي لشهر واحد أو أقل، فيما تُعاني الخدمات الطبية من نقص حاد في الموارد مع توقع نفاد ثلثي الإمدادات الأساسية خلال أقل من شهرين.
ودعا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك المجتمع الدولي إلى وقف «الكارثة الإنسانية» في غزة. وقال في بيان «مع دخول الحظر الكامل للمساعدات الضرورية للبقاء على قيد الحياة أسبوعه التاسع، ينبغي بذل جهود دولية لمنع هذه الكارثة الإنسانية من بلوغ مستوى جديد غير مسبوق». وأكد تورك في بيانه أن «أي استخدام لتجويع السكان المدنيين وسيلة من وسائل الحرب يشكل جريمة حرب».
سوء تغذية
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير أصدره في وقت متأخر امس الاول إنه تم رصد نحو عشرة آلاف حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال في أنحاء غزة، من بينها 1600 حالة سوء تغذية حاد جداً، منذ بداية عام 2025.
وجاء في التقرير «زاد الإبلاغ عن حوادث النهب في ظل الوضع الإنساني البائس… تم الإبلاغ عن قيام لصوص مسلحين بنهب شاحنة في دير البلح ومستودع بمدينة غزة في مطلع الأسبوع». وقالت جولي فوكون المنسقة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود «نستقبل أطفالاً يعانون من سوء تغذية إما متوسط أو حاد، ونستقبل أيضاً نساء حوامل ومرضعات يواجهن صعوبات في الرضاعة الطبيعية لأنهن أنفسهن يعانين من سوء تغذية أو لا يتناولن ما يكفي من السعرات الحرارية».
وذكرت وزارة الصحة في القطاع أن 60 ألف طفل على الأقل يعانون الآن من أعراض سوء التغذية. وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الجمعة بأن المجاعة «لم تعد خطراً وشيكاً، بل أصبحت واقعاً مريراً». وأضاف أن 52 شخصاً، بينهم 50 طفلاً، لقوا حتفهم بسبب الجوع وسوء التغذية.
إغلاق المخابز
وأُغلقت كل المخابز المدعومة من البرنامج، وعددها 25، في 31 مارس بعد نفاد طحين القمح والوقود. وفي الأسبوع ذاته، نفدت الطرود الغذائية المخصصة للأسر والتي تكفي لمدة أسبوعين.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 أسفرت عن مقتل أكثر من 51400 فلسطيني.
وأفاد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في غزة بأنّ الوقود المخصّص لتشغيل مركباته نفد في جنوب القطاع ووسطه، الأمر الذي قد ينذر بكارثة إنسانية. ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن المتحدّث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل قوله إنّ نحو ثماني مركبات من أصل 12 مركبة عاملة في القطاع صارت خارج الخدمة، من جرّاء عدم توفّر الوقود اللازم لتشغيلها في الفترة المقبلة.