خطة الاحتلال لتوزيع المساعدات في غزة .. مشروع للإذلال

أخبار حياة – في الوقت الذي يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يستخدم المساعدات الإنسانية كورقة ضغط وأداة للتجويع والابتزاز السياسي، ضمن سياسة ممنهجة تستهدف كسر إرادة الفلسطينيين وفرض الإذلال الجماعي.
وبعد قرابة شهرين من الإغلاق التام للمعابر ومنع إدخال البضائع والمساعدات، وبدلاً من ضمان تدفق المساعدات كحق إنساني أساسي، يسعى الاحتلال إلى تحويلها إلى وسيلة للسيطرة والتحكم، حيث تُوزّع تحت أعين المراقبة وبشروط تُعمّق المعاناة وتُقيّد الكرامة.
وفي أحدث فصول هذا النهج، تطرح سلطات الاحتلال-وفق مصادر مطلعة- خطة جديدة تحمل طابعًا “إنسانيًا” في ظاهرها، لكنها تخفي في جوهرها نظامًا مركزيًا للتحكم والإخضاع، والاذلال يعيد تشكيل العلاقة بين الجوع والسيادة على حساب حقوق الإنسان الأساسية.
محطات مركزية وتوزيع خاضع للرقابة
تتمثل أبرز ملامح الخطة، وفقًا للمصدر، في إنشاء محطات كبرى لتوزيع المساعدات، يُرجح أن تكون في منطقة بين شمال رفح، على أن تكون نقطة الانطلاق الوحيدة لتسليم المساعدات إلى المدنيين، دون إيصالها إلى الأحياء أو المخيمات، وسيتعين على السكان التوجه بأنفسهم إلى تلك النقاط لاستلام احتياجاتهم.
وسيفرض الاحتلال رقابة مشددة على عمليات التوزيع، تشمل إخضاع العاملين في المؤسسة الدولية للفحص الأمني، وتحديد مواصفات المساعدات بدقة، مثل ألا يتجاوز وزن الطرد الواحد 20 كيلوغرامًا. كما ستُراقب عمليات التوزيع عن بعد، دون تواصل مباشر مع المستفيدين.