عصام قضماني
كتبت مرة متمنياً «ألا ليت كل عمان مثل العبدلي».. ليسمح لي الرئيس الجديد للعبدلي عامر الفايز أن أستخدم كلمة «بوليفارد» للدلالة فقط, فهو يرغب بالاسم التقليدي المرتبط بالذاكرة, مع أن المكان تغير كثيراً فهو قد بات أجمل, وأكثر جدوى مما كان. لا شك أن هناك ضعفاً في مساندة جهود العبدلي التسويقية من جانب الحكومات أعانها االله على ملفات ثقيلة فهي مشغولة فيها حتى اخمص القدمين، لكن لجذب الاستثمار حصة يجب أن تكون كبيرة بالنسبة لمنطقة واعدة أحبها الناس بعد أن كان بعضنا تحامل عليه وظن فيه الظنون.
استثمارات العبدلي مستمرة فلا انسحابات بالرغم من الأزمات بل على العكس يثبت المستثمرون الأردنيون فيه أقدامهم بلا تردد ولا شك أن استثمارات جديدة قادمة.. «العبدلي» جوهرة وسط عمان ولا أعرف لما لم يأخذ صفة منطقة تنموية خاصة أسوة بمنطقة الملك حسين للأعمال وهي بذات المواصفات والملكية؟. اليوم العبدلي مدينة جديدة نابضة بالحياة تعكس تعددية ملائمة ليست حكراً على لون اجتماعي واحد وماذا لو كان ذلك فعلاً ما هو عليه المشروع إن اجتذب شرائح تجتذب غيرها مواقع أخرى على أن ذلك لم يكن واقع الحال ففيه تناغم اجتماعي يفد إليه من كل صوب وحدب.
كان هذا ما ينقص عمان وسط سياحي وتجاري واستثماري ومكان مناسب للمتعة والترفيه والتسوق والمشي في مدينة تراها في كل بلاد الدنيا التي لم توقف رغبتها في التطور قيوداً اجتماعية ولا عمرانية, فما بال الناقدين وقد أقحموا الفقر ومطية الطبقات الاجتماعية في نقدهم للمشروع.
في العبدلي اليوم آلاف الأردنيين ممن استفادوا من فرص العمل التي أتاحها المشروع, وقريباً ستنضم شركات كبرى إلى تشكيلته وسينبض بمزيد من النشاط والحركة وكلما وجد رعاية زاد في توفير فرص جديدة.
العبدلي «البوليفارد» ودابوق «مدينة الحسين للأعمال» أراض ثمينة بمقياس أسعار السوق, وهي أراض حيوية في وقعها ومستقبلها, ثبت أن تغيير صفة استخدامها لتحقيق عوائد أجدى من الابقاء عليها تحت صفة الاستهلاك كمبان عامة باعتبار أن الأرض المنتجة خير وأبقى ما دامت العوائد تستثمر في مصلحة الاقتصاد.
صحيح أن فكرة المناطق التنموية تقوم على تقديم مزايا أفضل كما تفعل الاعفاءات والحوافز, لكن الفرق هنا هو إعادة تأهيل البنية التحتية والخدمات, فالمستثمر تعنيه الحوافز لكن الخدمات تعنيه أكثر لكن ما يعنيه أكثر هو التعامل مع مؤسسات ذات صدقية عالية..
الرأي