تيسير محمود العميري
ربما لا يوجد فريق كرة قدم محترف في العالم انتهت عقود جميع لاعبيه مع نهاية الموسم الماضي، ويملك “صفرا” من اللاعبين في سجلاته قبل نحو ثلاثة أسابيع من انطلاق الموسم الجديد.
هذه الحالة التي ينفرد بها فريق معان “المجتهد”، والذي نجح في تثبيت أركانه بين المحترفين مع أول مشاركة له، تفتح باب الحديث عن جانب معين من المشاكل التي تحدث بين اللاعبين وأنديتهم، ذلك أن معظم الأندية تجد نفسها في كل موسم تقريبا أمام عدد من اللاعبين الذين تنتهي عقودهم قصيرة الأجل، وفي ذات الوقت تستنزف موارد الأندية من مقدمات عقود ورواتب شهرية ومكافآت.
الأندية قد تجد نفسها مجبرة على توقيع عقود قصيرة الأجل مع بعض اللاعبين الذين يشترطون ذلك، لأنها بحاجة لهم، ولأنهم ببساطة يبحثون عن عقود أكثر إغراء مع أندية خارج الأردن، ولذلك لا يرغب اللاعبون بـ”تكبيل” أنفسهم بعقود طويلة الأجل قد تطيح بفرص احترافهم الخارجي، إن لم يوافق النادي على العرض المقدم من ناد آخر.
هذا يقودنا إلى حالة أخرى نعيشها في ملاعبنا منذ سنوات، ومفادها أن اللاعب الأردني يتسبب بقصد او من دون قصد في تخفيض قيمة عقده وتخفيض سقف التوقعات من نوعية الاحتراف مع ناد مشهور او مغمور او حتى من الدرجة الأولى وليس المحترفين، حين يقبل بأي عرض.
وكمثال على ذلك، فإن اللاعب ياسين البخيت الذي ترك مكرها فريق الظفرة الاماراتي “المحترفين”، فضل الاحتراف مع الامارات “درجة أولى” عن قبول عرض الفيصلي الأردني، بسبب القيمة المادية للعرض الاماراتي، ولا يمكن توجيه اللوم للاعب الذي يبحث عن مستقبله بغض النظر عن المستوى الفني، وهو الأمر الذي ينطبق على اللاعبين بهاء فيصل وخليل بني عطية المحترفين مع الشمال القطري “درجة ثانية” وأنس بني ياسين مع المرخية القطري “درجة ثانية”، وينتظر أن ينضم يوسف الرواشدة لزميليه بهاء وخليل، ولو أراد الوحدات والفيصلي او أي ناد آخر جلب لاعب محترف مميز من الخارج بحسب إمكانيات الأندية الأردنية، فلن يستطيع التعاقد مع لاعبين أعلى مستوى فنيا من مثل هؤلاء اللاعبين، الذين بالتأكيد ما تركوا أنديتهم السابقة الا بحثا عن عقود أكثر إغراء.