أخبار حياة – قال نائب رئيس الوزراء السابق الدكتور رجائي المعشر إنه آن الأوان لوضع نهج جديد لعمل الحكومة، مضيفا أن العودة إلى الخطط الخمسية يعيدنا إلى التخطيط المركزي ونهج الحكومات الاشتراكية فهو مخطئ. وأوضح في مقال أنه لا يمكن لأي جهة حكومية أو قطاع خاص التقدم والنماء دون خطة أو برنامج عمل واضح تسير عليه، مؤكدا ان غير ذلك تبقى الانجازات مجزئة لا تحقق غايات التنمية المستدامة.
وتاليا مقال المعشر
يواجه الأردن ومع بدايات المئوية الثانية تحديات اقتصادية واجتماعية وثقافية بالرغم من الانجازات الكبيرة التي تحققت في المئوية الأولى.
ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى حوار وطني هادف بين مكونات المجتمع: أولاً- للاتفاق على ماهية هذه التحديات وحجمها وترتيب أولوياتها، وثانياً- لاستعراض الاراء حول اسلوب معالجتها، وأخيراً للوصول إلى توافق يضع الحلول العملية الممكنة لها.
نعيش اليوم حالة من الفوضى عند بحث هذه التحديات، فكل فئة من فئات المجتمع لها رأيها ومطالبها وأولوياتها وتشعر أنها تتحمل أكثر من طاقتها عند وضع الحلول لمعالجة قضايا الوطن الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولدى كل فئة مشاريع حلول لتلك التحديات بعضها ممكن وأغلبها غير قابل للتطبيق أو أن تطبيقها غير ممكن بسبب الامكانات المتوفرة.
وأؤكد أن كل فئة تهدف من طروحاتها تحقيق المصلحة الوطنية من وجهة نظرها.
ولكن في غياب المعلومة الدقيقة والاتفاق على تعريف المشكلة وترتيبها في الأولويات الوطنية ومعرفة المحددات المالية والبشرية والفنية، تصل كل فئة إلى استنتاجات تكون في كثير من الاحيان موضع اختلاف وفي بعض الاحيان مجالاً للتندر وتشكل في أحيان أخرى أرضية خصبة للشخصنة والتهجم.
وأخطر ما تتوصل إليه كل فئة في غياب الحوار الهادف هو التشكيك بنوايا الفئات الأخرى ومراميها وأهدافها، وصولاً إلى التخوين أو الاتهام بالتبعية الأجنبية أو الاتهام بالفساد وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة.
كل هذا يضعف جبهتنا الداخلية ويجعلنا نقبل الاشاعة المغرضة وكأنها الحقيقة والاخبار الكاذبة وكأنها الواقع. ونسمح بذلك لأعداء الوطن التسلل بيننا مستغلين خلافاتنا مدخلا للتأثير في فكرنا ومواقفنا.
لقد حققنا في المئوية الأولى انجازات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة ومن أهم انجازاتنا هي القناعات المشتركة التي تكونت بين جميع ابناء الوطن حتى اصبحت هذه القناعات ثوابت الدولة الأردنية والركن الصلب والاساس المتين في الإعداد للمئوية الثانية.