عريب الرنتاوي
من يعرف الأردن جيداً، يصعب أن تخطر بباله لحظة كتلك التي يمر بها،
ونعيشها جميعاً، هذه الأيام… جائحة وبائية، أرخت سدولها فوق رؤوسنا وصدورنا، أفئدتنا
وضمائرنا، فلا يكاد يمضي يوم واحد، من دون أن نودع عزيزاً أو يجتاحنا القلق على عزيز
آخر، دع عنك خشيتنا على صحتنا وحيواتنا، نحن وعائلاتنا.
جائحة اقتصادية، تجعلك تتوقف عن «الكلام المباح»، وأنت تستمع لمواطنين
يجأرون بِمُر الشكوى، لفرط المصاعب التي تحول بينهم وبين لقمة عيشهم، فيبدو حديثك إليهم،
ضرباً من «الاستعلاء» المتسم بانعدام الحساسية، وأنت تنصحهم بالتزام البيوت، أو تجادلهم
بضرورة زيادة ساعات الحظر أو التوسع في الإغلاقات.