ترزخ محطات الاذاعة المحلية وبعض المحطات التلفزيونية عدا عن وسائل الاعلام الاخرى بتصريحات مسؤولين رسميين وبالطبع الموضوع فيروس كورونا والاجراءات المُنفذة حاليا، وماذا يُتوقع ان يتم اتخاذه من قرارات جديدة خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، الملفت ان هذه التصريحات لا تسير بنفس الاتجاه فبعضها مؤيد والاخر ليس رافضا فقط بل محذرا من هذه الاجراءات، ليبقى المتلقى حائرا في دوامة الاخبار من هنا وهناك، تاركا لحدسه ان يصدق اي من المعلومات الرسمية التي تصدر تباعا من المعنيين.
بالنظر الى الارقام الصادرة عن وزارة الصحة حول اعداد الاصابات فهي ترتفع باضطراد، بالاضافة الى زيادة نسبة الفحوص الايجابية بشكل ملفت خاصة بعد تطبيق القرارات الجديدة، ومن يشاهد شوارع العاصمة والمدن الرئيسية والحركة المكتظة فيها يوميا خصوصا فترة ما بعد المغرب الى الساعة العاشرة مساءا يدرك تماما ان لا طائل من هذا الاجراء، في ظل ارتفاع نسبة التسوق خاصة في محال السلع الاستهلاكية، ويتفاقم هذا الامر مع تضارب التصريحات والتوقعات باتخاذ الاجراءات الاقسى لنعود الى نقطة البداية في تحول الناس نحو التحوط من السلع الاستهلاكية التي تنفد معها مقدراتها المالية المتواضعة مع تزايد اعداد المتسوقين، ليكون الضرر مركبا ماديا وصحيا.
الامر الاسوأ هو التفكير في اي نوع من الاجراءات سيتم اتخاذها في شهر رمضان المبارك، الذي يرى فيه البعض بؤرة زمنية مهمة ويحتمل معها ارتفاع اعداد الاصابات بشكل ملفت نتيجة التجمعات المتوقعة، لتبدأ معها التكهنات حول ماهية القرارات الجديدة وفترات الحجر اليومي والاغلاق الكامل وما الى ذلك، وما يؤكد هذه الظنون ما جاء على لسان مسؤولي القطاع الصحي الذين اصبحوا احد اهم المتحكمين في الحركة اليومية للناس، فنحن وحياتنا اليومية اصبحنا محور العمل اليومي لهم في تفكيرهم بآلية التشديد على الحركة المعتادة لنا.