ملامح انفراج إقليمية

يبدو أن الإدارة الأميركية الجديدة ذات توجهات تنحو باتجاه تبريد النقاط الساخنة في المنطقة، وفي ذلك مصلحة للجميع وتطلع من كل القوى المحبة للسلام، حيث أن شعوبنا العربية قد عانت أيما معاناة من ويلات الحرب والدمار التي لم تتوقف طوال سنوات ما بعد «الربيع العربي»، بل وان الإرهاب خلال هذه السنوات قد انفك من عقاله، وتخطى كل الحدود من حيث سعة انتشاره وآثاره التي استهدفت الأبرياء وبالآلاف على امتداد الجغرافيا العربية.
إن أهم ملامح الانفراج المنتظر هو إعلان الإدارة الأميركية عن جهد جدي نحو إنهاء الحرب في اليمن، هذه الحرب الطويلة التي قتلت ودمَّرت وبدَّدت المال العربي وسفحت الدم العربي وجوَّعت ملايين الأطفال وهدمت المدارس والمستشفيات وحوَّلت اليمن إلى جزر تتقاذفها أمواج الانقسامات السياسية والقبائلية والمناطقية والولاءات التي لا تخلو من أجندات مُعادية ليس لليمن وحده بل ولكل العرب.
نتفاءل خيراً بذلك، خصوصاً مع إعلان المملكة العربية السعودية الشقيقة بتأييدها لأي جهد من شأنه وقف هذه الحرب وجلوس كل الأطراف على طاولة حوار بناء يعيد لليمن وحدته واستقراره.
إلا انني ومن متابعة للموقف الأميركي، ألمس أن هذا التوجه الإيجابي نحو إنهاء الحرب، لا يحمل في طيَّاته خريطة طريق أو منهاجاً للوصول إلى وقف الحرب.. وفي هذه الحالة فإننا نتمنى على التيارات السياسية والشخصيات اليمنية التي لم تنخرط في الاصطفافات المتنازعة أن تقدم خريطة طريق تفرض على الإدارة الأميركية وعلى القوى المُؤثرة في الموضوع اليمني وعلى رأسها السعودية الشقيقة.