المقال الأول، وقد استبطن ملاحظة ذكية، سجلها الصديق عيسى الشعيبي في مقالته بالأمس على صفحات «العربي الجديد»، عن نهاية الانشغال بالانتخابات الإسرائيلية، سيما وأنني واحدٌ من أولئك الذين أتى الزميل العزيز على ذكرهم، من الذين امتهنوا الشغف والانشغال بالمواسم الانتخابية الإسرائيلية…انتخابات لم تعد تُحدث فرقاً، منافسة بين السيئ والأسوأ، حملات تفوح منها روائح الفساد و»نهش القطط»، في غيبة للبرامج والخطط والتوقعات…انتخاباتهم تكاد تشبه انتخاباتنا في العالم العربي، صبيحة اليوم التالي لها، لا تختلف عن عشية اليوم الذي سبقها…إسرائيل تقترب من استكمال أوجه الشبه بدولنا ومجتمعاتنا، في مشرق العالم العربي ومغربه.
أعادتني مقالة الشعيبي، إلى ملاحظة ذكية أخرى، صدرت عن الصديق العزيز، الراحل الدكتور حسين أبو النمل، وكنت أشرت إليها ذات مقال في هذه الزاوية: إسرائيل «تتمشرق»، في تعبير مكثف عن فكرة تعاظم أوجه الشبه بين الحالة الإسرائيلية والحالات العربية (المشرقية)، لجهة إدارة الحكم وفساد الطبقة السياسية، وتنامي الهويات الفرعية، وتفتت الخريطة السياسية والحزبية…والأهم من كل هذا وذاك، انعدام الحساسية المتعاظم باضطراد، للفجوة بين السياسة والأخلاق، حتى أنها لم تعد تجد من ينبري للتقرب منها والتحالف معها، سوى أنظمة الفساد والاستبداد، ويكفي أنها كانت الأثيرة على قلب أسوأ رئيس وإدارة في التاريخ الأمريكي المعاصر، حتى نتعرف على عمق الدرك الذي آلت إليه…قل لي من هم أصدقاؤك، أقول لك من أنت.
المقال الثاني، للصديق وجيه عزايزة، نشرته له صحيفة «رأي اليوم»، أمس الأول، وفيه يتساءل عمّا إذا تبخر مفهوم إسرائيل كدولة ملاذ…العزايزة استعرض في مقالته، اتجاهات تطور البنية الديموغرافية الاجتماعية، واستتباعاً أثرها السياسي على أداء دولة الاحتلال، متوقفاً بشكل خاص أمام ظاهرة ضمور «الأشكناز» ودورهم التأسيسي، وانطفاء أحزابهم ومنظماتهم السياسية، وعرض للعلاقة بين مكونات رئيسة أربعة للمجتمع الإسرائيلي: الصهيونية العلمانية، الصهيونية الدينية، واليهودية الأرثوذكسية (غير الصهيونية) والعرب الفلسطينيين، أصحاب البلاد وسكانها الأصليون.