على الرغم من أن البلاد تغوص في مشاكل كورونا وتداعياتها، إلا أن ترف المناكفة يزدهر، ويأخذ مكانه المعروف في الاستثمار السياسي، ومن عجب أننا نحن أيضا نطارده في كتاباتنا، وكأننا بدورنا نشيح النظر عن واجبنا تجاه أنفسنا، وتجاه الرأي العام والناس.. ونقول مع القائلين عن الدنيا: لكن كلها خلل!.
الحالة الخطيرة التي بلغتها الدولة والبلاد، عبر عنها رئيس الوزراء، إن صح ما كتبه بل سربه وزير العمل المستقيل، في خطاب استقالته، الذي وجهه لرئيس الوزراء، ثم قام بتسريبه للإعلام، وكان سبب الاستقالة الواضح هو إعفاء الوزير من حقيبة الاستثمار، وعتابه لرئيس الوزراء حسب الخطاب على هذا الموقف، وعدم استطاعته الاستمرار في حكومة لا يمكنه أن يقدم شيئا (للبلد) من خلالها..!.
حيث يورد الوزير المستقيل على لسان الرئيس أن الاتفاق بينهما تغير لأن الظروف تغيرت، والكلام يعني أن التفكير في الاستثمار حسب الطريقة المتفق عليها، او حسب وجهة نظر د معن القطامين غير ممكنة في هذه المرحلة، وهي بحد ذاتها ترف سياسي واقتصادي، مقارنة بالحالة الغارقة بالتحديات الكبيرة، ومع ذلك يقسم الوزير امام الملك بأنه سيقوم بالواجبات الموكولة إليه في وزارة العمل، بينما هو يبيت النية بأنه سيستقيل او مستقيل فعلا !!
انا افهم موقف رئيس الوزراء، ويمكنني ان ألمس حجم الضغط على الحكومة وعلى كل مؤسسات الدولة، وعلى الناس، بمختلف فئاتهم ومستوياتهم المعيشية، ولو تمكنا من إبقاء الحال على ما هي عليه حتى تنتهي الجائحة وأخطارها المتناسلة، فهذا بحد ذاته إنجاز كبير، فالعالم ينهار أمام كورونا، والدول العظمى والنامية والفقيرة، كلها تتأوه تحت ضربات الجائحة، والفائز السعيد من يصمد واقفا حتى النهاية.