عبدالله الشيخ
أخبار حياة – شكّل ملف التعليم واحداً من أهم التحديات للحكومة خلال أزمة كورونا، عبر إغلاق باب التعليم الوجاهي وفتح شباك التعليم عن بعد.
منذ أكثر من عام لم يعد غالبية الطلبة لمقاعدهم، بعد أن عبث الفيروس بالمصفوفة التعليمية التي وضعتها وزارة التربية والتعليم، من أجل عودة آمنة للطلبة.
وللمفارقة، فإننا نقف اليوم أمام صورتين، الأولى تطالب بضرورة فتح المدارس والعودة للتعليم الوجاهي، وثانية تخشى على نفسها وتجد التعليم عن بعد، بعداً عن الوباء.
معلمو مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة يخشوّن العودة
مع عودة طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة لمدارسهم، بدأ الحديث عن عودة بسلاح ذو حدّين، والحديث هنا عن ايجابيات علميّة، وسلبيات صحيّة.
وفي السلبيات، يزداد الخوف من أن تسهم هذه العودة في تسجيل إصابات بين الطلبة والمعلمين، نظراً لعدم تحقيقها التباعد الجسدي المطلوب، رغم التأكيد أنها جاءت ضمن الاشتراطات الصحية.
التعليم قائم على التلامس
المخاوف أكدها، مدير الأكاديمية الملكية للمكفوفين رامي المرايطة، بقوله “إن تعليم المكفوفين قائم على التلامس المباشر والتلاصق، إذ لا يمكن تطبيق أي بروتوكول صحي يحمي الطالب والمعلم كما تزعم وزارة التربية والتعليم، في وقت أغلقت فيه الحكومة المساجد والمدارس والجامعة بحجة كورونا”.
وبيّنَ أن التعليم عن بعد لا يحرم ذوي الإعاقة من حقهم في التعلين، كما يحاول البعض أن يروّج.
ذات الأمر أكدته إحدى معلمات مدرسة عبدالله ابن أم مكثوم، بقولها: “أن تعليم المكفوفين يعتمد على التلاصق الجسدي، فكل مكفوف يحتاج لمرافق له ليساعده على السير والتعليم، كما أنه لم يمكن تعليمهم بطريقة برايل في حال ارتداء القفاز، لأن ذلك يعيق لمس بعض الحروف”.
وأشارت المعلمة إلى أن الكثير من الطلبة مصابون بأمراض مزمنة، كالسرطان والصرع، والسكري، مما يسهل إصابتهم بالفيروس بسبب ضعف المناعة”.
التعليم لذوي الإعاقة ضرورة ملحة
على النقيض تماما، وبنظرة علميّة بحته، تحدث مدير تربية لواء ماركا طايل النهار، عن أن التعليم الوجاهي لذوي الإعاقة يعتبر ضرورة ملحة، كونه يعتمد على لغة الإشارة واللمس، والتفاعل.
في السياق، قال مدير دائرة التعليم في وزارة التربية والتعليم سامي محسيس إن الوزارة أعدت بروتوكولا صحياً منذ الإعلان عن عودة ذوي الإعلاقة لمدارسهم، يحقق الشروط الصحية، في وقت يؤكد فيه معلمون صعوبة تحقيق أي شكل من أشكال التباعد الصحي أو شروط السلامة العامة نظراً لحساسية أوضاع الطلاب من ذوي الإعلاقة.
وكان إحدى معلمي مدارس ذوي الإعاقة نفذوا اعتصاماً، احتجاجاً على قرار عودة التعليم الوجاهي خوفا من الإصابات بفيروس كورونا.
ويبلغ عدد مدارس الصم التابعة لوزارة التربية في المملكة 10 مدارس تضم 640 طالبا وطالبة، إضافة إلى مدرسة واحدة للمكفوفين تضم 304 طلاب ومركز واحد لذوي الإعاقة الذهنية يضم 120 طالبًا وطالبة، وفق أرقام وزارة التربية.