د.محمد المومني
بينما تسير الإدارة الأميركية بإصرار غريب لإنجاح الدبلوماسية النووية
مع إيران، تسير إسرائيل بطريق معاكس تماما. مؤخرا، قامت إسرائيل بتسريب معلومات عن
ضلوعها في تفجير مفاعل نطنز الإيراني النووي، الأمر الذي أكدته تسريبات أميركية أيضا.
تسريبات إسرائيل لهذه المعلومات للإعلام تدلل على افتخار بما حققت استخباريا، وتعبير
واضح عن تصميم بالمضي قدما بنهج مختلف عن إدارة بايدن. أميركا، بالمقابل، تقبل بمفاوضات
غير مباشرة مع إيران عبر وسطاء أوروبيين ضمن مجموعة 5+1 بهدف إعادة إيران للاتفاق النووي،
فيما يستمر الخلاف بينهم حول من يقوم بالخطوة الأولى… أن تعود إيران للاتفاق ومن ثم
يتم رفع للعقوبات أم أن ترفع أميركا العقوبات أولا ثم تعود إيران للاتفاق، وبين هذا
وذاك، تتبدى الجهود الأوروبية لرأب الصدع وإيجاد طريق وسط بين الموقفين. يزداد المشهد
تعقيدا بعد التفجير الأخير لمطار أربيل الدولي بكردستان، الذي تقع فيه قاعدة وجنود
أميركيون، بطائرة مسيرة مفخخة، الأرجح أن إيران أو أذرعها هي القادرة على هكذا هجوم،
وهو الهجوم الثاني من نوعه.