ناقل البحرين.. مشروع استراتيجي يحل أزمة المياه في الأردن

بلال العبويني

أخبار حياة – تعد الأردن واحدة من أفقر أربع دول في العالم من حيث مصادر المياه، وهو ما يضع الدولة امام تحديات جمة في توفير المياه للشرب والزراعة في كل صيف على وجه التحديد.

وزاد من التحدي التغير المناخي الحاصل والذي أثر على مستويات هطول الامطار في الشتاء وارتفاع درجات حرارة الصيف، وبالتالي انعكس سلبا على المخزون المائي الجوفي وفي السدود.

هذا العام، لم يسجل الموسم المطري سوى كميات متواضعة لم تتجاوز 60%، في حين أن مخزون السدود يقل عن العام الماضي بنحو 80 مليون متر مكعب وبالأخص في السدود التي نستخدمها لغايات الشرب مثل سد الوحدة وسد الموجب، وفق ما أعلنت وزارة المياه والري.

تراجع المخزون المائي لن يكون استثناء في هذا العام، بل إن التراجع مضطرد عاما بعد عام، بحسب وزارة المياه، ما يعني أن التحرك الجاد باتجاه مصادر بديلة للمياه بات أمرا ملحا عبر إيجاد مشاريع مائية كبرى مثل ناقل البحرين الذي يُنظر إليه على انه قد يشكل حلا رغم التكلفة العالية التي يحتاجها للتنفيذ.

تعتبر دولة الاحتلال معوقا أمام تنفيذ المشروع وذلك من زوايا مختلفة، أهمها اندماجها بالاقتصاد العربي والتأثير على مسار مقاومة التطبيع معها عربيا، بيد أن التطبيع العربي بدأ خلال الأشهر الماضية يهرول هرولة نحو الكيان العبري.

وأيضا هناك معوقات لها علاقة بتمويل المشروع، فهو يكلف حسب دراسة للبنك الدولي نحو 11 مليار دولار، بالإضافة إلى معوقات أخرى لها ارتباط بالبيئة وتغيير الطبيعة الكيميائية للبحر الميت.

بيد أن فوائد المشروع كثيرة جدا، سواء من ناحية توفير المياه الصالحة للشرب عبر محطة تحلية كبرى أو إنقاذ البحر الميت او إقامة مشاريع سياحية في الصحراء وبرك تربية أسماك وتوليد الكهرباء واستصلاح أراضي الصحراء وغير ذلك من فوائد كبيرة.

المشروع بدأت فكرته منذ منتصف التسعينيات وثمة اتفاقيات عدة وقعت مع الدول المشاطئة لانجازه، إلا انه مازال حبرا على ورق، ويحتاج لشرارة البدء ليخرج من حيز الكمون إلى الفعل الواقع على الأرض.

أثيوبيا واجهت تحديات جمة من اجل تنفيذ سد النهضة، إلا انها تحدت كل الاتفاقيات الدولية والعواقب والتحديات ونفذت مشروع السد على مراحل، واستطاعت ان تجلب شركات استثمارية كبرى لتمويل إقامة السد.

وأيضا مصر، استطاعت التغلب على ما تواجهه من تحديات اقتصادية وأنجزت مسارا ثانيا موازيا لقناة السويس، في فترة زمنية محدودة.

بالتالي، فإنه بالإمكان أن تقوم الأردن بعمل مماثل عبر إيجاد ممولين يدخلون في شركات استثمارية يحققون الفائدة من ورائها وتستفيد منها الدولة الأردنية عبر إيرادات للخزينة وتشغيل الأيدي العاملة وتوفير سلع غذائية عبر الزراعة للمساهمة في إنجاح مفهوم الاعتماد على الذات والسعي نحو الاكتفاء الذاتي من الغذاء والماء والطاقة.

إنجاز مشروع ناقل البحرين يعود على الأردن بالخير الكثير، وأيضا فإن انجاز الاتفاقات المتعلقة بالحصة المائية مع دولة الاحتلال يساهم في توفير ما نحتاجه من كميات مناسبة من المياه، تحديدا أن هناك من يقول إن الأردن لا تحصل من الكيان الإسرائيلي على كامل حصتها من المياه.

الواقع المائي وأيضا الزراعي الأردني يواجه تحديات كبيرة ولا بد من التحرك السريع لإيجاد مشاريع كبرى تساهم في الانقاذ، فالامر هنا لا يرتبط بالكلفة المالية بل بكلفة العيش والحياة.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات