إياد حريبات.. الأسير العالم الذي أطفأ الاحتلال ذاكرته

أخبار حياة – لم تسعف ذاكرة الأسير إياد حريبات من قرية السكة في بلدة دورا جنوبي الخليل التعرف على والدته وشقيقه في الزيارة الأولى له عقب مضي 12 عامًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ودخل إياد (38عامًا) الذي تعرض لشتى صنوف العذاب خلال فترة التحقيق، غرفة الزيارة على كرسي متحرك يقوده اثنين من زملائه الأسرى، ولم يتمكن من تحريك يديه وقدميه.

وكان في سنوات أسره الأولى يُلقب بالعالم لشدة نباهته، فهو متقنٌ لـ3 لغات، وحاصل على شهادتين جامعيتين لتخصص العلوم السياسية والهندسة الزراعية.

حريبات اعتقل نهاية ديسمبر2002، بتهمة نشاطه في كتائب الأقصى الجناح العسكري المنحل لحركة فتح، وتجول في سجون الاحتلال وتعرض للعزل الانفرادي.

جودت حريبات شقيق الأسير يقول إن العائلة لم تتمكن من سماع أخبار نجلهم ومعرفة مكانه إلا بعد مرور سنتين من اعتقاله، ولم يسمح لهم بزيارته إلا بعد إصدار حكمه بالسجن المؤبد و20 عامًا.

وأفاد بتعرض شقيقه لمحاولتي اغتيال، الأولى عام 2014، بعد إصابته بقمع قوات الاحتلال لأسرى “ريمون”، ونقله لعيادة السجن، إذ أعطي حقنة في الرأس تسببت بفقدانه ذاكرته وقدرة تحريك أطرافه.

ويشير إلى أن قوات الاحتلال أعادت الكرة عام 2017، عقب نقله لمشفى “سوروكا” ورشه بمادة حولت كل جسده إلى الأسود، وفقد 40 كيلو جرام من وزنه.

ويوضح حريبات في حديثه لـمراسلة “صفا” أن إياد مكث بمشفى للأمراض النفسية 4 شهور، وفاقم علاج الاحتلال حالته سوءًا، “حتى أعيد لأقسام الأسرى عقب محاولات حثيثة، وحسّن الأسرى حالته قليلًا وأصبح يمشي بصعوبة”. 

وينبه إلى “أنه لم يسأل أحد من المسؤولين والجهات الرسمية عن حالة شقيقه، ولم يعيروا قضيته اهتمامًا إلا بالتقاط بعض الصور عديمة التأثير مع عائلته في خيمة الاعتصام قبل سنوات”.

ويلفت حريبات إلى أن جهود العائلة ومطالبات الأسرى من داخل السجن هي وحدها من سعت من أجل قضية شقيقه إياد.

وكان الأسير حريبات يرفض زيارات عائلته التي كان يحسبها إحدى جولات التحقيق ولا يتعرف فيها على أمه ويظن شقيقه محققًا.

والدة الأسير تقول إن نجلها بعد أن كان جسده سليمًا رياضيًا، ومتدينًا محبوبًا ويمتلك روح القيادة منذ صغره، بات فاقدًا لذاكرته ويعاني من ظروف صحية صعبة.

وتشير إلى أنها مرت قبل أيام بوعكة صحية ولم يكن يقبل حتى الحديث معها كما بقية الأسرى عبر الهاتف، حتى أجبره زملاؤه الأسرى على محادثتها والاطمئنان عليها.

وتؤكد أن حديثه معها لا يزيد عن سؤالها عن حالها بجملتين فقط، إلا في اتصاله خلال وعكتها أوصاها ألا ترحل وتتركه وحيدًا.

وتنسم الأسير منصور الشحاتيت الحرية في الثامن من الشهر الجاري بعد فقدان أجزاء من ذاكرته إثر تعرضه للتعذيب والعزل الانفرادي بسجون الاحتلال، خلال اعتقال دام 17 عامًا.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

ديون الأفراد

عصام قضماني تقاس مخاطر ارتفاع مديونية الافراد بمعيارين الاول نسبة الاقساط الشهرية الى معدل الدخل اما الثاني فهو نسبة التعثر وكلاهما اقل كثيرا من النسب

إقرأ المزيد »

محليات