ما قيلت إلا لجدك الكريم رسول الله صلى الله
عليه وسلم وما قيلت إلا لأبيك الراحل العظيم الذي إعتاد الصفحَ والعفوَ وها هي
تقال لك اليوم لتبقى رسالة بني هاشم رسالة التسامحِ والمحبة والصفح، فأنت الكريم
ابن الكريمِ وصاحب القلب الرحيم الذي تهون في عيونه الكبائر، فلا يستغرب الطيب من
أهله ولا تستغرب المكارم ممن تعود عليها لتبقى وِحدة البيت وثبات الصف وليبقى
الوطن قويا عزيزا وتبقى عزائم الرجال تكحل عيون الإنجاز بالعطاءِ فما إزداد الأردن
إلا رفعة ووقارا وأملا وإصرارا على تحقيقِ الأحلام.
رسالة جلالة الملكِ بالعفو واضحة تحمل بين
طياتها بُعد النظرِ وتعطي الفرصة لتغيير المسارات الخاطئة والعودة إلى الطريقِ
القويم، فتماسك نسيجِ الوطن من الأولوياتِ التي لا تقبل أنصاف الحلول، ودرءُ الفتن
يقود الوطن إلى التقدم ويحمي أبنائه من الشتات في عواصف الهوان الناتج عن الوهن
خصوصا ونحن نرابط على الصمود في ظل هذا اللهيب المُتقد والمناخ الشرق أوسطي
المُتقلب سياسيا واقتصاديا وعسكريا خصوصا وأن الأردن أخذ على عاتقه الدفاع عن
المبادئ العربية والقومية والإسلامية في المنطقة فبات أصحاب الحاجات يتربصونَ خرقا
يلجأون منه إلى مآربِهم وحاجاتِهم المشبوهة.