تركيا أخطر من إيران.. هل هذا استنتاج صحيح؟

بلال العبويني

في مقابلة تلفزيونية يقول الأمين العام الأسبق للجامعة العربية إن تركيا أخطر على العالم اليوم من إيران؛ ويسوق لإثبات وجهة نظره العديد من المبررات، منها أن تركيا تحظى بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة ومع روسيا والاتحاد الأوروبي وهي عضو في حلف شمال الأطلسي.

هذه الميزات التي تحظى بها تركيا، لا تتوافر بالنسبة لإيران، غير أن الحقيقة التي يجب الإقرار بها أن شخصا مثل عمرو موسى ينطلق من مرجعية ترتبط بطبيعة العلاقة بين بلاده وبين تركيا وهي العلاقة التي تهشمت بعد انقضاء مرحلة الرئيس السابق محمد مرسي من رئاسة الجمهورية العربية المصرية.

الحقيقة المجردة التي يجب الاعتراف بها أن كلا الدولتين تركيا وإيران تشكلان خطرا على العرب، ولهما مصالح ومشاريع وطموحات في المنطقة العربية وعلى حساب استقرارها وسيادتها ومصالح شعوبها.

ثمة تنافس، وإن كان غير معلن بين القوتين الإقليميتين، في توسيع النفوذ على حساب العرب، ينطلق الأول من الشعور بضرورة توسيع ولاية الفقيه والقومية الفارسية، فيما الثاني يسعى لإعادة مجد غابر بعودة سطوة الدولة العثمانية، وفي الحالتين الخاسر الأكبر هم العرب وإن وجد من بينهم من يهلل لهذا أو ذاك.

تركيا تتوغل في الأراضي العراقية وأمس زار وزير دفاعها شمال العراق دون أن يطلب إذنا او ينسق مع السلطات العراقية، في تعدّ واضح على سيادة دولة مستقلة، وفي نفس الوقت يخطط لإقامة قاعدة عسكرية تركية دائمة على الأرض العراقية.

وأيضا تواصل تركيا اختراقها للأجواء والأراضي العراقية بمداومة عمليات القصف على الأكراد داخل الأراضي العراقية، وهي أيضا لا تكتفي بذلك؛ بل تحاول أن تضع لها موضع قدم في شرق المتوسط وفي التدخل بالشان الليبي وإرسال قوات ومرتزقة تابعة للجيش التركي إلى الأراضي الليبية.

وأيضا، لا يخفى على أحد الدور الذي لعبته وما زالت في سوريا والطموح في التوسع شمالا عبر أراضي حلب، لأسباب مختلفة ومصالح متعددة لا تتوقف بطبيعة الحال عند مقاومة الوجود الكردي فقط.

وكذا الحال بالنسبة لإيران سواء في العراق او حتى في سوريا، وإن كان وجودها في سوريا يدخل ضمن التحالف القائم بينها وبين الحكومة السورية منذ سنوات طويلة وترسخت أكثر بعد الحرب في سوريا.

إيران أيضا، الصفوية لا تضيع فرصة للتدخل في شؤون هذه الدولة العربية أو تلك او التقرب منها لتحقيق مصالحها.

بالتالي، لا يمكن القول إن هذه الدولة أخطر على العرب من تلك فكلاهما تشكلان خطرا.

هذه حقيقة يجب الاعتراف بها، كما يجب الاعتراف أيضا أنهما تمتلكان مشروعا خاصا بكل منهما في حين أن العرب لا يمتلكون أي مشروع وهم اليوم في أضعف حالتهم بما يعانوه من تفرق وتشتت؛ بل وخلافات طاحنة أحيانا، وإن امتلك أي منهم مشروعا فإنه على حساب جاره العربي وليس غيره بكل تأكيد.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

“المستقلة للانتخاب”: تسجيل 500 مخالفة تتعلق بالدعاية الإلكترونية و2600 تتعلق بالدعاية التقليدية

كشفت الهيئة المستقلة للانتخاب، الخميس، عن تسجيل 500 مخالفة متعلقة بالدعاية الانتخابية الإلكترونية، منذ بدء الدعوة لإجراء الانتخابات. وقالت الهيئة أنه تم تسجيل 2600 مخالفة

إقرأ المزيد »

محليات