الفلسطينيون والحاجة لإسقاط الأوهام

عريب الرنتاوي
آن الأوان،
الآن وليس بعد حين، لإسقاط الأوهام التي أحاطت بالقضية والمشروع الوطنيين الفلسطينيين…العالم
بدأ يستيقظ على خطورة استمرارها، ونحن عنها غافلون، ودعونا نستحضر مرة أخرى، تقرير
«هيومن رايتس ووتش» الأخير.
أول
هذه الأوهام؛ أن الاحتلال حالة مؤقتة، مع أنه مضى عليه حتى الآن، أربعة وخمسون عاماً،
وقد يستمر لعقود قادمة…إشاعة الوهم بظرفية الاحتلال، لا يستفيد منها سوى الاحتلال
والاستيطان، ومن شأنها إضعاف الجاهزية والاستعداد لرفضه ومقاومته، فلسطينياً وعربياً
ودولياً…لا يعني ذلك، التبشير باستحالة إزالة هذا الاحتلال الكريه، ولا الترويج للتعايش
معه، بل دحض الرواية الإسرائيلية، التي تتحدث عن «وقتية» الاحتلال توطئة لإدامته، وتتدثر
به لستر ما تمليه يومياً من وقائع على الأرض، وفرض نظامها العنصري على الفلسطينيين،
بالذات، داخل المناطق المحتلة عام 1967.
ثاني
هذه الأوهام؛ أن هناك عملية سلام، تسير بتوافق الطرفين، وأن عثراتها لا تمنع وجودها،
ولا تقلل من أهميتها، وأن على الفلسطينيين الصبر على مجرياتها، والأهم، أن عليهم التكيف
مع متطلباتها، لا بوقف المقاومة فحسب، بل وإدانتها، والاقتراب من تبني الرواية الإسرائيلية
للصراع، والتسليم بالرؤية الإسرائيلية للحل…على الفلسطينيين أن يلعنوا شهداءهم، وأن
يحاصروا أسراهم…وعلى مدارسهم أن تكف عن ذكر يافا وحيفا، وأن تروج لخريطة صفقة القرن،
بخلاف ذلك، يكونون قد تورطوا بـ»التحريض» واستحقوا الجزاء على ما يفعلون.