ماذا بعد؟

وقد وضعت الحرب أوزارها وتوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر، وبدأنا نسترد أنفاسنا ونستعيد واقعنا.. ماذا بعد؟

أين كنا؟ وأين نقف الآن؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟

بعيدا عن حسابات الربح والخسارة، التي هي أحيانا تكون “وجهة نظر”، أكثر منها حقائق ومعطيات، فإن هناك ما هو أبعد من المادي المحسوس.

ولمزيد من الشرح: العدوان الأميركي على فيتنام خلّف مليون ضحية فيتنامي و65 ألف قتيل أميركي.. ورغم البون الشاسع في الخسارة، ناهيك عن الدمار الذي لحق بأرض فيتنام، اعتبر العالم أجمع، وحتى الأميركيون أنفسهم، أن فيتنام هي التي انتصرت، والجزائر من قبلهم قدمت 1,5 مليون شهيد للتحرر من الاستعمار الاستيطاني الفرنسي.

أول المُلاحظِ أن خيار “المقاومة” عاد بقوة بعد أن ظن كثيرون أنه أصبح مستحيل المنال، وذلك بفعل “الاعتدال” العربي المتأمرك، وتمييع “الممانعة” للمصطلح الذي يُسمِعُنا جعجعة ولا يرينا طِحنا.

خيار “المقاومة”، (السلمية أو المسلحة) صار قناعة أكيدة لدى جميع الفلسطينيين، ولدى جميع الشعوب العربية، وبخاصة الشباب، بعد أن اطمأنت الأنظمة إلى أنهم باتوا طيّعين ومدجنين في عصر الخنوع والاستسلام.

والذي يقض مضاجع هؤلاء.. أن المقاومة إذا باتت خيارا عند الشباب، فلن تنحصر فقط في مقاومة المحتل والمستعمر.. وإنما قد تتبدى سلوكا ضد جميع أشكال الظلم والاستبداد والفساد.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات