لم أعتد في حياتي أن أشاهد مثل هذا التلاحم
الكبير بين أبناء الشعبين الأردني والفلسطيني, جميع أبنائي يستمعون إلى أغان تمجد
فلسطين، وكأنهم في تلك البلاد المقدسة التي باركها الله, نعم أجواء ترفع العزيمة
للوقوف إلى جانب أبناء فلسطين وخاصة أهلنا في غزة الصمود، حديث ابني ذو السادسة من
عمره عن غزة ومتابعة الأحداث معي وتنقلي من قناة إخبـارية إلى أخرى دون أن يطلب
كالمعتاد أن يكون التلفاز على قنواته المحببة الخاصة بالأطفال.
حديث العيد كان دمعة لأجل غزة والشيخ جراح،
ودمعة فرح لأرواح الأبطال المجيدة وقدرتهم على مجاراة هذه الماكينة التدميرية من
جانب الكيان الصهيوني المتغطرس، الذي بلغ من انهياره حدا لم يعد يحتمله هذا
العالم, كنا نبكي عند مشـاهدة هذا الدم الزكي من أطفال بعمر الورود, كنا نبكي
وندعو الله أن يقف إلى جانب الآباء وهم يودعون أسرهم بأكملها برباطة جأش قل نظيره
ولن تجدها فقط في أرض فلسطين, كل بيت أردني كان في قلب الحدث ومتابع بشكل لم يسبقه
له أي شعب آخر ونتابع ونبحث خلف أي خبر, كل الأحداث المصورة نبحث عنها ليكون لنا
روحا جديدة تعيد لنا ولهذه الأمة بعض الذي ذهب من قوامنا وهيبتنا أمام الآخرين.