مراسل صحفي يجوب العالم سيرا على الأقدام بحثا عن مسارات الهجرة البشرية القديمة

أخبار حياة – يوثّق بول سالوبيك، الصحفي الحائز على جائزة “بوليتزر” مرتين والذي يكتب لصالح جمعية “ناشيونال جيوغرافيك”، تاريخ العالم من خلال رحلة سير امتدت لسنوات في شتى أرجاء العالم أطلق عليها “رحلة الخروج من عدن”.

وانطلق الصحفي الأمريكي، البالغ من العمر 59 عاما، في يناير/كانون الثاني عام 2013 من أفريقيا على طول مسار الهجرات البشرية القديمة التي بدأت قبل نحو 50 ألف إلى 80 ألف عام.

وتمتد هذه الرحلة الطويلة، التي يقطع فيها سالوبيك ما يزيد على 38 ألف كيلومتر عبر 36 دولة، من إثيوبيا إلى الأرجنتين، مرورا بغرب آسيا وطريق الحرير والهند والصين وسيبيريا والساحل الغربي لأمريكا الشمالية والجنوبية قبل أن تنتهي في تييرا ديل فويغو، أقصى نقطة في جنوب أمريكا الجنوبية.

وقطع سالوبيك حتى الآن مسافة 12 ألف كيلومتر، وهو عالق حاليا في ميانمار بسبب إغلاق الحدود نتيجة تفشي فيروس كورونا.

ويقول إن جوهر مشروعه هو سرد القصص، وهي تجربة في الصحافة البطيئة المبنية على التجارب الشخصية.

ويهدف سالوبيك من خلال “رحلة الخروج من عدن” إلى المعرفة وجمع المعلومات بشكل متأن وبنهج أكثر إنسانية، مضفيا المزيد من الثراء على عمله بمشاهدات أكثر ثراء وعمقا، سواء فيما يتعلق بالطبيعة أو بحياة الأشخاص الذين يصادفهم.

التقينا سالوبيك مؤخرا وأجرينا معه حوارا تطرقنا فيه إلى تأثير فيروس كورونا على مسيرة رحلاته، وما هو مصدر إلهامه لمواصلة السير، وما هو الإرث الذي يريد لرحلته أن تتركه، ودار الحوار على النحو التالي:

أجرينا معك مقابلة قبل ست سنوات، كان ذلك بعد عامين من انطلاق رحلتك، وكنت حينها في شرقي تركيا. هل تشعر أن رحلتك اليوم أكتسبت مزيدا من الأهمية أو الضرورة في ضوء التحديات الأخيرة التي يواجهها العالم اليوم؟

انتشار الوباء ترك عليّ آثاره، كما حدث مع الجميع تقريبا، فالحدود مغلقة والحركة مقيدة. اضطررت إلى التوقف مؤقتا عن متابعة السير في شمالي ميانمار بانتظار عودة الأمور إلى طبيعتها. لحسن الحظ، يعد الصبر أحد الأشياء التي يعلمك إياها السير.

لم يتغير الكثير في المنطقة المحيطة بي، فالمزارعون يواصلون زراعة الأرز، والشاحنات تتابع سيرها على الطرقات المحاذية للغابة، تجلب شحنة من الجعة وتعود بشحنة من الأسماك النهرية أو الأخشاب.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات