أشعر أحيانًا أنني لعبة «كرة القدم» كلّها؛ أنا
المباراة بكلّ تفاصيلها.. أنا الفريقان والاحتياط..أنا الحكم والصافرة.. وأنا
الجمهور المقسوم بيني وبيني..!
أنزل للملعب وحدي..أضع الكرة على
السنتر..أصفِّر كي أبدأ..أشوت الكرة..وأركض وراءها..ثم أسبقها وأصبح أمامها كأنني
الخصم..آخذها مني..أفرح لأنني نجحت..أركض للمدرجات..أهتف لي وأشجعني..ثم أذهب
لمكان الجمهور الخصم أشتمني وأهتف ضدي..أواصل مراقبة الخطوط لأنني هناك أراقبني..
ثم أدخل الملعب ثانية وأسرح وأمرح بالكرة..أشوتها كأنني رأس الحربة..وأصدّها كأنني
مدافع..لا يشغل بالي لحظتها إلاّ الفوز عليّ..أريد أن أسجل هدفاً..هدفاً
فقط..والمهمة التي تكاد تكون مستحيلة: كيف أشوت الكرة وأسددها للمرمى وبنفس اللحظة
أطير للمرمى وأصبح حارساً له لأصدّها.. لا أستطيع ذلك..!