ثمة ما يغري للمقارنة
بين الحدثين (الكرامة وسيف القدس)، وسلوك الفصيلين الفلسطينيين الكبريين حيال
منظمة التحرير إثرهما، برغم فارق الزمن الممتد لأكثر من خمسة عقود…في آذار 1968،
وبخلاف ما ذهب إليه اليسار الفلسطيني من التزام حرفي بـ «دليل حرب العصابات
الشعبية طويلة الأمد»، قرر الراحل ياسر عرفات، خوض معركة الكرامة، وجهاً لوجه مع
الإسرائيليين، خسرت فتح مئة شهيد، وكسبت عشرات ألوف المتطوعين في اليوم التالي،
فكانت الانطلاقة الثانية (الحقيقية) للثورة الفلسطينية، التي ستُغري عرفات لاقتحام
منظمة التحرير التي لم يكن قد مرّ على ولادتها من الخاصرة العربية سوى أربع سنوات،
وليخوض بعدها معركة «الشرعية» و»الممثل الوحيد»، وكان له ما أراد.