قولون، وأقول: فلتذهب الى الجحيم حدود سايكس- بيكو، إلا بين دول الطوق وفلسطين، لا سيما بين الأردن وفلسطين، وذلك ما دامت فلسطين في قبضة الاحتلال الصهيوني.
قد تبدو هذه القناعة قاسية على كل الاردنيين، لأنهم ملتزمون بالحق الفلسطيني، ومرتبطون عاطفيا بفلسطين وبمقدساتها، ويعتبرون الاحتلال تحديا لعزتهم وكرامتهم، وكرامة وعزة الامة، ومع تثميننا واحترامنا لهذه العلاقة الأخوية الكبيرة والارتباط الروحي بين الشعبين، إلا أنه ينبغي التأكيد هنا، بأن هذه العاطفة هي نقطة الضعف الكبيرة، التي تعرض الشعبين والبلدين للخطر، وتتحول إلى عائق يستثمره مستفيدون وتجار كثر، بنوا حياتهم ومصالحهم على أساسها.. لأنهم في الحقيقة لا يريدون لفلسطين أن تتحرر، ولو تحررت لكسدت بضاعتهم، التي نمت وترعرعت وكبرت وأصبحت تحكم وترسم وتؤخر وتقدم وتزرع الفوضى وتهدم، استثمارهم بالجرح الفلسطيني و(الأردني).
أما كيف يستثمر هؤلاء بهذه القضية، فلا نحتاج لطول بحث، فالشواهد على انحرافهم وتطرفهم كثيرة، وثمة في التاريخ القريب أكثر من حدث وفتنة حدثت في أكثر من بلد عربي، كانت من صناعتهم كطرف ثالث غير مرئي، بينما الفلسطينيون والشعوب الأخرى يبدوان هما الطرفان المفتونان المتناكفان.. وكلما تم تسليط الضوء على هؤلاء، اكتشفنا أن الجسر الذي يسلكونه ليصلوا أعمق نقط في تخريب علاقة الشعب الفلسطيني المنكوب بالشعوب العربية الأخرى، مرعي ومدعوم من جهات أجنبية، من تلامذة سايكس – بيكو، ومن أتباع الصهيونية، باستخدام الأسماء المستعارة الجديدة، (منظمات عالمية، أو مؤسسات مجتمع مدني.. الخ السلسلة)، القصة واضحة ولا تحتاج شرحا.