لطالما وجّه سيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني الحكومات المتعاقبة ، بضرورة العمل الميداني وضرورة التواصل مع المواطنين وتلمّس قضاياهم واحتياجاتهم، في جميع محافظات المملكة ، والبقاء دائما بقرب المواطنين بكافة فئاتهم من التجار والصناعيين والمستثمرين والمزارعين ، وكذلك الطلاب والمرضى ، والشباب والمرأة ، وكافة شرائح المجتمع ،انطلاقا من ان المسؤولية أمانة وتكليف قبل أن تكون تشريفا.
حكومة الدكتور بشر الخصاونة ركّزت على هذا النهج وكانت هناك توجيهات واضحة ومعلنة من قبل الرئيس للوزراء والمسؤولين باتباع هذا النهج تنفيذا للتوجيهات والرؤى الملكية السامية ، وقد رصدنا مؤخرا نشاطا متواصلا في الزيارات الميدانية بدءا من رئيس الوزراء نفسه مرورا بمعظم الوزراء ،كل حسب اختصاصه .
وكمتابعين نرصد نتائج تلك الزيارات الميدانية ونتلقى « التغذية الراجعة « بعد كل زيارة انطلاقا من دورنا الاعلامي، فان خلاصة ما يتمناه المواطنون ، أن تكون هناك نتائج ملموسة لتلك الزيارات تنعكس فورا على تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين ، و تزيل كثيرا من المعوقات الادارية التي كانت ولا زال كثير منها يقف عائقا امام انجاز معاملات لا تتطلب كل ذلك التاخيراو التاجيل او التسويف الذي يستنزف عادة من جهد ووقت ومال المواطن .
«صوت المواطن «من المهم ان يصل مباشرة من الميدان الى صاحب القرار الاول في تلك الوزارة او الادارة او المؤسسة الحكومية ، خصوصا وان ذلك المواطن من الصعب عليه غالبا الوصول الى ذلك المسؤول في الوزارة او الادارة ـ و حتى البلدية ! ، وهو يتوقع استجابة سريعة لتنفيذ توجيهات المسؤول الاول لحل مشكلته .
المواطنون بحاجة الى من يسمع شكواهم ويجد حلا لها يخفف من معاناتهم التي زادت منها جائحة « كورونا « وارتفاع الاسعار العالمية وانعكاساتها محليا وارتفاع معدلات البطالة .. وغيرها من الهموم والمشاكل التي لا تستطيع الحكومة حلّها بين عشية او ضحاها ، لكن الحكومة بالتأكيد قادرة تماما على ازالة معوقات شكلية تؤخرانجاز معاملات في بلدية او وزارة نتيجة عدم توفر موظفين قادرين على انجاز العمل بالسرعة المطلوبة دون بيروقراطية تزيد من غضب المواطن ،او بيروقراطية قد تؤدي لطرد استثمار ، او تاخير انشاء شركة او مؤسسة من المفترض ان توظف ابناءنا وبناتنا ، وغيرها من امور يجب الاستماع اليها والاطلاع عليها من الميدان .