دراسة: عدم توفر فرص العمل من أهم اسباب العودة للجريمة

أخبار حياة- صنَّفت دراسة رسمية حكومية قامت بها وزارة العدل، فئات الجرائم المرتكبة في الأردن بين عامي 2013-2017 من حيث خطورتها وحجمها في المجتمع إلى 24 صنفًا، وكانت أكثرها ارتكابا هي الإيذاء بشتى أشكاله، مشيرة إلى أن أغلب نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل هم من فئة الشباب بين 18-41 عاما.

وبينت الدراسة أنَّ عدد الذين ارتكبوا جرائم خلال فترة الدراسة بلغ نحو مليون طرف كانت نسبة الذكور منهم 80.5 بالمئة، وأغلب نزلاء مراكز الإصلاح والتي كانت قيد الدراسة هم متزوجون، وأنَّ 39.2 بالمئة من النزلاء الذين خضعوا للدراسة، ذكروا أنهم ارتكبوا أكثر من جريمة.

وبدأ العمل على الدراسة التي حملت عنوان “الجريمة والعود الجرمي واستراتيجيات المواجهة في المجتمع الأردني”، منتصف العام 2018 وانتهت منتصف العام الحالي، واستمرت ثلاثة اعوام، بناء على طلب من وزارة العدل.

وهدفت الدراسة التي تكونت من 222 صفحة، إلى التَّعرف على واقع الجريمة والعودة إليها وتكرارها ونوعية الجرائم المرتكبة المكررة اسبابها وخصائصها في المجتمع الأردني، وتوجهات نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل نحو الجريمة والعودة اليها ونظرتهم المستقبلية بعد انتهاء عقوبتهم وخروجهم من مراكز الإصلاح وواجباتهم تجاه أنفسهم وواجبات الدولة تجاههم.

وبينت نتائج الدراسة أنَّ وارد الجرائم الجزائية المنظورة لدى محاكم الدرجة الاولى بمختلف أصنافها خلال فترة 2013-2017 كانت نحو مليون و15 جريمة، اختارت الدراسة منها 422 ألفا و682 جريمة، وكانت أدنى المحاكم تسجيلا للجرائم هي محاكم محافظة الطفيلة، بينما سجلت محكمة بداية جنايات اربد النسبة الأعلى تليها عمان والزرقاء.

وحسب الدراسة فقد كانت أكثر الجرائم انتشارا ضمن فئة 24 صنفا هي جرائم الايذاء بشتى أشكاله البليغ والبسيط وكان عددها 136 ألفا و 284 جريمة، ثم تلتها جرائم الشيكات وبلغ عددها 104 آلاف و63 جريمة.

ونفذت الدراسة استطلاعا ووزعته على 707 نزلاء من أصل 5 آلاف و 193 نزيلا في خمسة مراكز إصلاح وتأهيل في أقاليم المملكة الثلاثة، لمعرفة آرائهم وتوجهاتهم في مختلف المجالات الشخصية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والعودة للجريمة وتوقعاتهم لمآل حالهم في المستقبل بعد خروجهم من هذه المراكز.

وبحسب نتائج الاستطلاع بين 50.4 بالمئة من نزلاء مراكز الإصلاح أن سبب عودتهم للجريمة هو عدم وجود فرص عمل لهم في سوق العمل، و30.4 بالمئة أن السبب هو توفر العيش دون مقابل، بينما أوضح 36.4 بالمئة أنَّ سبب العودة للجريمة هو استمرار علاقتهم برفقاء السوء خارج هذه المراكز، و47.1 بالمئة أن السبب يكمن في عدم تقبل المجتمع لهم والنظرة السلبية لهم بعد خروجهم، و51.6 بالمئة أن السبب هو غياب الرادع المجتمعي والوازع الديني.

وبينت النتائج أنَّ 31.3 بالمئة من نزلاء مراكز الإصلاح يعتقدون أنَّ وسائل الإعلام المختلفة تساعد على تعلم التخطيط والتنفيذ للجريمة دون إدانة، وأنَّ 24.9 بالمئة منهم يرون أن الإجرام يعتبر مصدر دخل لهم وإن كان غير مشروع، و58.1 بالمئة يؤكدون أن العمل في مجال النفع العام كبديل للسجن يساعد على الحد من العود الجرمي.

ونوهت الدراسة إلى أنَّ تحول المجتمع الأردني من مجتمع ريفي تقليدي إلى مجتمع حضري وظهور أحياء فقيرة مكتظة بالسكان ولا تربطهم روابط القربى والنسب والجيرة القوية وافتقارها للخدمات الأساسية واحتوائها على العمالة الوافدة من مختلف الدول وارتفاع عدد السكان الأردنيين وغيرهم، وارتفاع معدلات البطالة أدى إلى زيادة معدلات الجريمة، وتبين ان 12 بالمئة من مرتكبي الجرائم هم متعطلون عن العمل.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات