هل تتشابه أزمات الأردن مع غيره؟

ماهر أبو طير

كنا نشعر بالسخط على كثير من الأزمات الداخلية، ومنسوب السخط لم ينخفض، لكنه تغير من حيث طريقة التقييم، خصوصا، بعد أن عمت الأزمات العالم، وباتت بعض أزماتنا مثل أزمات كل دول الدنيا.

هذا الكلام ليس تسطيحا للمشكلات والأزمات، أو محاولة للتذاكي والقول إن حالنا مثل حال بقية دول العالم، لكن هذا هو الواقع، الذي نجد أنفسنا فيه اليوم، دون أن نعطي تبريرا للكسل وقلة التخطيط، أو استباق الأزمات بحلول، فنحن لا نبحث عن مشروعية للأزمات الداخلية، عبر تغطيتها بأزمات خارجية، لمجرد أن أعراض الأزمات لدينا وفي الخارج، تتشابه من حيث الشكل، لكنها تختلف من حيث الأسباب.

خذوا ملف المياه مثلا، نسبة التخزين في السدود تنخفض إلى 15 بالمائة، ولدينا أزمة استراتيجية في مياه الزراعة والشرب، ولا يحلها سوى مشروع الناقل الوطني، والتغير المناخي والجفاف، يضربان كل دول العالم، حتى أن دولا مثل العراق وسورية ومصر والسودان، مثلا، تم خفض المياه المتدفقة اليها من دول الجوار، فتضررت، ومعها دول غربية والصين وغيرها، تعاني من الجفاف الشديد، وانخفاض منسوب الأنهار، وقلة المياه، وتضرر الزراعة، والإجراءات التي تتخذ تبدأ من خفض حصة الفرد في مياه الشرب والاستحمام وصولا إلى إجراءات تتعلق بتوليد الطاقة من المفاعلات النووية التي تحتاج للمياه أيضا.

هذا لا يعني أننا نموذج مميز، سبقنا العالم بوجود أزماتنا قبلهم، لكن ما يقال هنا إن علينا أن نفرق بين الأزمات المفروضة علينا جميعا في العالم، والأزمات التي صنعناها نحن بسبب سوء الإدارة هنا أو هناك.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات