نحن جيل استطاع عنوة فهم جيل الرعيل الأول والأجيال التالية، ومنّا من عاش ورأى كيف كان المجتمع متسالما، متآلفا، متعاونا على الإحترام والتقدير والإيثار، ورغم حدوث بعض الجرائم عبر الفترات المتقطعة، إلا أن ذلك الرعيل كان يقوده رجالات عظام، شيوخ قبائل وعشائر وعائلات على قدر كبير من التبجيل والطاعة على الخير من الرعية أينما كانوا في بادية أو حاضرة، حتى سفك الدماء له قوانين خاصة عند البدو وقوانين رسمية عند أهل المدن، ومع ذلك لم يذكر التاريخ أن جريمة قتل تتسبب بإحراق حيّ بأكمله، وتدمير ممتلكات خاصة لأشخاص أبرياء، ورويع النساء والأطفال، تلك حقبة المؤسسين الأفاضل لهذا المجتمع.