قرأت تعليقات كثيرة تستهجن نقل معرض الكتاب من طريق المطار إلى المجمع التجاري «مكه مول»، وكيف يمكن السماح للكتاب بمجاورة النشاط التجاري!
مثل هذا النوع من التفكير، ينطلق من مفاهيم مغلوطة تضع القراءة وما يتصل بها من أدوات في برج عاجي، وتحيله في نهاية المطاف إلى فعل نخبوي خاص بطبقة معينة، لكن إن أردنا التفكير بالأمر بشكل أكثر عمقا، فنرى أنه يدخل في باب المصلحة العامة، ومحاولة ترميم التشوهات الكثيرة التي نشأت خلال عقود طويلة من الإهمال تجاه التمكين الثقافي والفكري غابت خلالها الأسس الجذرية لأهمية القراءة لأجل الحياة والتطور المجتمعي.
معارض الكتب لا يتم تنظيمها لأجل شخص يريد البحث عن كتاب معين واقتنائه، بل هي فعل كرنفالي لإشاعة ثقافة القراءة ورفع الوعي المجتمعي، وتقريب الكتاب من الحياة اليومية، لكي لا يظل النظر للقراءة على أنها فعل نخبوي ارستقراطي، بل تحويله لفعل يومي أساسي في حياة الفرد والعائلة، وقد كان المكان السابق للمعرض يحد من الأمر بسبب كلف الوصول إليه، والذي لم يكن متاحا أمام الجميع.