مجلس الأعيان.. ما الذي تغير؟

فايز الفايز
كنا حتى الأمس نراقب ارهاصات الانتخابات الإسرائيلية، والتي نراهن فيها على أن يجتمع شمل الأحزاب العربية في الداخل الفلسطيني علّهم يتخذون قرارا يضعون فيه مصلحتهم الوطنية وإعادة وضع ينتزع من الإدارة الإسرائيلية حقوق العرب في الداخل الإسرائيلي، أكانوا عربا مسلمين ومسيحيين أو دروزا، ويفوزون بإنهاء طموح بنيامين نتيناهو الذي بات قاب قوسين أو أدنى من النجاح وعودته الى مقعد القيادة، وفي عشية الانتخابات تلك، تم تشكيل مجلس الأعيان الأردني برئاسة فيصل الفايز وثلة من الذوات يخالطها منحى جديد لإدخال العنصر النسائي فيها م? قديمات المجلس أو من السيدات الجدد، فضلا عن شخصيات لها سمعتها الطيبة في العمل العام.

بصراحة ينظر سابقا الى مجلس الأعيان بعيون البعض على أنه فترة استراحة يتمتع بها الأعضاء كفرصة محظوظة، ولكن الأصل في مجلس الملك أن يكون هو الضابط من خلال لجانه الرقابية فيما يرد إليه من قوانين ومشاريع عبر مجلس النواب، فهو الغرفة الثانية التي يتم فيها غربلة ما يستجد من قرارات وتعديل أو رد للقوانين التي يتمتع بصياغتها أعضاء مجلس النواب، ولكن قد يقول البعض لماذا لم أكن أنا، ولله الحمد والمنّة أن سبعة ملايين مواطن لا يمكنهم الجلوس مرة واحدة في مقاعد البرلمان، ولو ترك لهم القرار لبنينا خياماً وارفة الظلال مع «الإن?لاق» الذي يعاني منه العديد من الطامحين، كي ندق المهابيش في ساحة المجلس.

ما جرى من تشكيلة المجلس الجديد، قد نختلف مع بعضهم أو نتفق سياساً، أن التشكيلة الجديدة لمجلس الأعيان جاءت لرفده بخبرات من مختلف القطاعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وإظهار تمثيلي فاعل لمجموعة اجتماعية فاعلة في المجتمع الأردني، كما تم الإجماع عليهم، عبر الاستفادة من خبرات اقتصادية تدعم رؤية التحديث الاقتصادية، وبالخبرات القانونية والإدارية، والوصول الى نهاية ترفع من شأن مشاريع التحديث الشامل للدولة الأردنية.

من هناك ظهر على ما يبدو أن التمثيل للشخصيات السياسية في المجلس قد عكس إرادة الدولة في المضي قدما بتنفيذ مشروع التحديث السياسي، الذي يستهدف تعزيز المشاركة في صنع القرار والوصول إلى أحزاب برامجية فاعلة تمثل المجتمع الأردني، من جهة ومن جهة أخرى زيادة تمثيل النصف الآخر من الأقمار الوضاءة للمجتمع المتمثلة بالنساء عبر معطيات الكفاءة والمهنية، قدما على قدمّ مع الرجال في الهالة الأكبر، وهذا ما انطلقت منه الدولة على دور المرأة وتعزيز مكانتها في مختلف المؤسسات والقطاعات

خصوصا أن أهمية المرأة تأتي من أنها الحاضنة الأدفأ لتربية جيل فاعل وهي الأقرب الى البنين والنشء، فما استقامت إمرأة إلا وكان البنون بجنسيهم يطاولون العلياء في أخلاقهم وفكرهم ووعيهم لعبور الحياة القادمة ليخلقوا مجتمعا متكاتفا متآلفاً، لا يزرع الشيطان بينهما العداوة والبغضاء في مجتمع متماسك يحافظ على احترام الآخر ويبجل منجزات رعيلنا الأول، أو كما نحلم في إشراقة المستقبل التي تتجاوز عتبة الركود والتنابز.

وفي القراءة السريعة لتشكيلة مجلس الأعيان اليوم نجد أنه قد ضم أربعة رؤساء وزراء سابقين وستة عشر وزيراً سابقا، وستة نواب سابقين وثماني نساء، فضلا عن بقية من ذوات بأعينهم ومجتمعاتهم، عارك منهم البعض مفاصل العمل العام ودعموا توجهات الدولة لتبقى المظلة الأكبر غطاءً تعزز ساحة الأمان، ومن هنا نتمنى أن لا يترك أعضاء المجلس واجباتهم في المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية، فمن منّ عليهم بالإرادة يحتاج منهم التعاون لمزيد من وضع صياغات توصلنا الى عتبة الانفكاك مما نحن فيه من ضيق العيش وتكالب الأزمات، والوقوف في وج? القادم إلينا من إدارات مستيقظة في تل أبيب وغيرها من العواصم بكل صلف واقتدار… وكفى الله المؤمنين القتال.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات