الاضطراب ثنائي القطب.. تقلّب لمزاج المراهقين وتعزيز لعدوانيتهم

اخبار حياة – هيا الجازي- يتعرّض المراهقون إلى تغيّرات فسيولوجية في مرحلة انتقالهم من مرحلة الطفولة إلى البلوغ، تحدث لهم ما يسمّى بـ”اضطراب ثنائي القطب”.
ويعرف الاضطراب ثنائي القب بأنه اضطراب نفسي يقلّب المزاج ويصفه الأطباء بأنه؛ عرضي لا مرضي.
ويطلق على الاضطراب ثنائي القطب أيضا اسم “الإكتئاب الهوسي”.
ومن الأعراض الشائعة عن الاضطراب ثنائي القطب، يقول أخصائي الطب النفسي، الدكتور أحمد السالم؛ “تتغير الحالة النفسية للمراهقين بشكلً ملحوظ، فعند الفرح يصبح لديهم فرط في الحركة والبهجة المبالغ بها، وعند الحزن يشعرون في الاكتئاب واليأس وقد يتحول المراهق إلى شخصية عدوانية وانفعالية”.
ويمر مريض الاضطراب بعدد من الحالات ، بحسب السالم:
الحالة الأولى، الدخول في حالة الإكتئاب وأثناء تلك الفترة يلاحظ على المراهق تغيرات عدة، كاضطراب النوم وفقدان الشهية وتسيطر عليه حالة من الحزن تفقده الرغبة بالاستمتاع بالحياة.
وفي الحالة الثانية، “الزهو او الهوس”، يحدث العكس، إذ ترتفع الحالة المزاجية ويشعر المراهق بالطاقة المفرطة وبالتالي تزداد ثقته بنفسه، وتصاحبه أوهام العظَمة والغرور .
في الحالات المتقدمة من مرضى الاضطراب؛ يحدث لهم نوبات من الهلوسة والأوهام.
وأردف السالم، “إن العامل الوراثي يلعب دوراً هاما في الإصابة بهذا المرض، بالإضافة لوجود خلل في فرز هرمون الغدة الدرقية”.
ويعاني 60 مليون شخص حول العالم من اضطراب ثنائي القطب بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية.
وتابع السالم “هناك تحديات تواجه الطبيب المعالج، في صعوبة تشخيص مريض ِثنائي القطب وطريقة علاجه؛ لتشابه أعراضه مع الأمراض النفسية الاخرى، وبالتالي ينجح الأطباء في علاج مرحلة الزهو وتواجهم تحديات في علاج مرحلة الأكتئاب”.
ويقول أخصائي النفس “الإكلينيكي” مهند العبسي، في بعض حالات المراهقين يكون اضطراب ثنائي القطب في فترة المراهقة عرضاً لا مرضاً، ويكون العلاج اعقد؛ لسبب أن الدماغ يمر بحالة استثنائية أثناء المراهقة.
ونوه العبسي، إلى أن البيئة المحيطة تلعب دورا هامًا في توعية ومراعاة ظروفهم، مؤكدا ضرورة دور الأهل في توفير البيئة المريحة مع وجود شخص ناضج يثق به المراهق.
وأشار العبسي إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل ملحوظ بارتفاع أنواع الاضطربات ما زاد حالات العدوانية، وتباطؤ في التفكير والاكتئاب والعزلة وإدمان الألعاب الإلكترونية.
وهنا يدق العبسي ناقوس الخطرعند هذه الفئة العمرية، لأن المراهقين يبدأون في رفض وتحدي الحدود والقيود .
ويضيف العبسي، “على المعالج أن يحلل الأسباب التي رافقت المريض وأوصلته إلى هذه الحالة؛ لتشخيصه بصورة صحيحة، وتمكين المريض بمعرفة تامة عن وضعه الصحي.
و ذكر العبسي أن الطب النفسي يمتاز بالسريّة التامة بكل ما يتعلق بالمريض من معلومات وعلاج، ما يعزز شعور الخصوصية لدى المرضى.
*(أخبار حياة تنشر هذا التقرير بالتعاون مع برنامج تدريب خريجي الصحافة والإعلام في مجال الإعلام الصحي بالتعاون والشراكة مع معهد الإعلام الاردني)

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات