يتناقل الإعلام صوراً لمدارس متواضعة في المناطق البعيدة، غرفة صفية واحدة، في ظروف غير مواتية، ويتناسى وجود مدارس بنيت بتكلفة عالية ويقصدها عشرات الطلبة، وفي مناطق بعيدة أيضاً، وفي المناطق الحضرية، يتزاحم عشرات الطلبة في صف دراسي واحد، وكأن جزءاً كبيراً من عمليات التوسع في بناء المدارس من غير مراعاة للكثافة السكانية والقدرة على خدمتها أتى ليعبر عن التنمية بمنطق ما يطلبه المستمعون.
المدارس في المناطق البعيدة، أو التي أسميت بالأقل حظاً، لا تتحصل على معلمين مؤهلين، وتتواصل أزماتها في الأداء الدراسي، ومع حصول بعض خريجيها على معاملة تفضيلية لدى القبول في الجامعات، تنتقل المشكلة إلى الجامعة نفسها، بين التواضع في العملية التعليمية لاستيعابهم، أو خروجهم لاحقاً من مسيرة التعليم.
ثمة قصة صغيرة، هي نكتة في الحقيقة، ففي أحد البلدات وجدت حفرة كبيرة وكان على الناس أن يواجهوا مشكلة سقوط الزوار داخلها، وتوزعت الاقتراحات بين شراء سيارة اسعاف أو بناء مستشفى بجانب الحفرة، إلا أن الرأي الذكي الذي تبنته هذه البلدة تمثل في ردم الحفرة وحفر أخرى بجانب المستشفى ليتمكن من يسقطون فيها من تلقي العلاج بسرعة.