إربد.. “سل الزيتون” يتهدد أشجار بني كنانة

اخبار حياة – فيما يتخوف مزارعون بلواء بني كنانة من انتشار قد يصعب مكافحته لمرض “سل الزيتون”، بعد ظهور عدد من الإصابات في بعض المزارع مؤخرا، تؤكد مديرية زراعة اللواء “أن المرض منتشر منذ ما يقارب 3 سنوات غير أنه محصور ضمن مزارع محدودة”.
مخاوف المزارعين تأتي من انتشار المرض بعد أن كانت أشجار اللواء تخلو من أي إصابة، معتبرين أن ظهور إصابات قد يعني انتشارا واسعا للمرض الذي يعرف عنه بانه ذو “عدوة سريعة”.
يقول المزارع احمد ملكاوي والذي يمتلك مزرعة للزيتون في اللواء، إن المرض أصاب أول شجرة زيتون في مزرعته منذ ما يقارب العام، وبعدها بدأ بالانتشار على مساحات كبيرة من أشجار الزيتون من صنف النبالي المحسن، مؤكدا أن هذا المرض يصيب أغصان الزيتون وتتحول بعدها إلى عقد كبيرة تمنع نمو ثمرة الزيتون.
وأشار الى قيامه بعد اكتشاف المرض بأول شجرة بقص الأغصان المصابة وحرقها، إلا أن ذلك لم يق من إصابة الأشجار الأخرى السليمة بالمرض، الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية سرعة مكافحة المرض قبل أن يغزو جميع بساتين الزيتون في اللواء.
وقال المزارع محمد الضامن إن مرض “سل الزيتون”، بدأ بالانتشار في المزارع بعد أن كانت مزرعته تخلو من المرض، مؤكدا أن المرض من شأنه حال انتشاره بشكل كبير في مزرعته التسبب بتراجع الإنتاج نتيجة تأثر الأغصان ومن ثم الثمار.
ولفت إلى أنه قام العام الماضي بقطع أغصان الزيتون المصابة وحرقها في موقعها مع شراء مبيدات حشرية وتم رش جميع أشجار الزيتون، إلا أن انتشار المرض لم يتوقف وتسبب بإصابة عدد كبير من أشجار الزيتون في مزرعته.
وأكد تراجع إنتاج الزيتون بمزرعته هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، بسبب اضطراره على قطع العديد من الأغصان المثمرة والمصابة خوفا من انتشار أوسع للمرض، لافتا إلى أن المرض سريع الانتشار في حال لم يتم مكافحته بشكل نهائي، ما يتطلب من الجهات المعنية سرعة التحرك والبدء بعمليات المكافحة بمزارع اللواء المصابة.
وأشار إلى أن المرض يصيب الأشجار الصغيرة والأفرع في مختلف الأعمار، حيث تظهر الإصابة في فصل الربيع ومع بداية فصل الصيف على شكل كتل سرطانية تنتشر على أغصان الشجرة.
وكان مرض “سل الزيتون”، قد أصاب خلال السنوات الماضية مساحات واسعة من بساتين الزيتون في مناطق المزار الشمالي والكورة وغرب إربد دون إيجاد أي حلول جذرية للقضاء عليه، ما ألحق أضرارا جسيمة بالمزارعين باعتبار موسم الزيتون موسم دخل للعديد من المزارعين في محافظة إربد.
و”سل الزيتون” هو مرض معد، ينتقل من الأشجار المصابة إلى السليمة، من خلال الطيور والحشرات وأدوات التقليم والقص والأمطار والرياح، فضلا عن الطريقة الخاطئة في عملية جني الثمار والتي تسبب جروحا للاشجار.
من جانبه، أشار مدير الزراعة عبدالله عبيدات أن المرض بدا بالظهور منذ سنوات في إحدى مزارع الزيتون المجاورة في اللواء، مؤكدا أن المرض سريع الانتشار ما لم يتم التعامل مع الشجرة المصابة بقطعها وحرقها ورشها بمبيدات حشرية واستخدام أدوات معقمة للحيلولة دون انتشاره.
ولفت إلى أن هذا المرض موجود في مزارع الزيتون في اللواء وبدا بالظهور بشكل تدريجي لكن بمساحات قليلة لغاية الآن، مؤكدا انه ومن خلال شكاوى المزارعين وجولات الفرق في المديرية تبين إصابة العديد من الأشجار بالمرض ويتم تقديم الإرشادات الكافية للمزارعين بكيفية التعامل مع الأشجار المصابة.
وأكد عبيدات أن انتشار المرض سيؤثر على كمية إنتاج الزيتون في المستقبل دون أن يكون هناك أي تأثيرات على جودة زيت الزيتون، لافتا إلى أن هناك ما يقارب 88 ألف دونم في اللواء مزروعة بأشجار الزيتون وبمعدل إنتاج سنوي يصل إلى 7200 ألف طن من الزيت.
وأوضح انه ومن خلال الجولات الميدانية تبين أن المرض يصيب أشجار الزيتون من نوع “النبالي” فيما البلدي لم تصب لغاية الآن، الأمر الذي يتطلب من المزارعين ضرورة تقطيع الأغصان المصابة وحرقها في مكانها وتعقيم الأدوات المستخدمة في عمليات التقنيب والتخلص من الأشجار المصابة، وخصوصا وان هذا المرض ينتقل عن طريق الملامسة والهواء.
وأكد عبيدات انه ولغاية الآن لم يتم حصر المساحات المصابة بالمرض باللواء وانه وحسب الجولات ما تزال محدودة وانه سيتم بعد انتهاء موسم قطاف ثمار الزيتون المضي بحلمة شاملة ورش بالمبيدات الحشرية للمزارع المصابة بالتعاون مع المزارعين.
يشار إلى أن مرض “سل الزيتون” تسببه بكتيريا تؤدي إلى نمو غير منتظم وإسفنجي على هيئة عقد تختلف في صلابتها وأحجامها على جذور وأفرع وأغصان وأوراق وأعناق أوراق الزيتون ينتج عنها جفاف أو موت الأجزاء المصابة، وبالتالي ضعف الأشجار بشكل عام.

 

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات