أطباء يطالبون برعاية نفسية نتيجة ضغط العمل

أخبار حياة – رنيم الصقر – لا يكفي الطبيبة رهف عامر (اسم مستعار بناء على طلبها) انها خسرت حياتها الاجتماعية جراء عملها بعدد ساعات فاق الـ30 ساعة عمل متواصل، بينما باتت تعاني عامر من أعراض نفسية تؤرق حياتها اليومية، نتيجة ضغط العمل.
تقول عامر في حديث مع “أخبار حياة”، أنّها خسرت جانبا رئيسا من حياة أي شخص، وهو المشاركة في المناسبات العائلية، مشيرة إلى وجود تحديات احيانا في الحصول على إجازة من العمل.
تستمر إضطرابات الطبيبة النفسية ، إذ تقول ” قد مررت بأيام استيقظت بها منهكة ولست بمزاج يسمح بالمناوبة الا أنّني اضطرت للذهاب بخطوات مثقلة”.
وتتابع قائلة”أذكر يومها بعد انتهاء مناوبتي توقفت مع بزوغ الفجرعلى قارعة الطريق وبكيت لافرغ الضغط المتراكم منذ سنوات، وبعد الانتهاء أكملت الطريق الى منزلي ومن ثم لمناوبتي ومضيت”.
وبذات السياق، أكّد الطبيب خالد حامد( اسم مستعار بناء على طلبه) أن اشتياقه لأطفاله سبّب له حالة من التوتر خلال ساعات عمله التي تستنزف منه طاقته وحُبه لهذه المهنة، مضيفا، أن رحلة الطب بدأت عندما كان طفلا يحلم بأن يساعد المرضى ويقدم لهم يد العون.
وأشار أن هذا الحلم سرعان ما تحول إلى كابوس، بات يحلم بأن يتخلص منه ليعيش حياة طبيعية، ويتمكن من الخروج مع أطفاله او حتى يقوم بإيصالهم إلى مدارسهم كما يفعل بقية الآباء.
ويبين حامد أن الضغوط النفسية التي تلم بالأطباء، لها انعاكاسات سلبية على المرضى والمتدربين من طلبة الطب.
وبالسؤال عن إمكانية تقدم الطبيبان عامر وحامد إلى طبيب نفسي، قالا إنهما لم يجدا الوقت الكافي لجلسات الطبيب النفسي.
وأشار الطبيبان إلى ضرورة وجود طبيب نفسي يراقب الصحة النفسية للأطباء داخل كل مستشفى، مؤكدان أن هذا قد يفي بغرض التخفيف من الضغط النفسي عليهم.
وطالب الطبيبان تخفيف ساعات العمل أو زيادة عدد الاطباء المناوبين لتقسيم الساعات فيما بينهم.
وطالب أخصائي الطب النفسي، الدكتور رأفت أبورمان، بأن تولي وزارة الصحة والحكومة الجانب النفسي للطبيب أهمية قصوى، بما يراعي الحفاظ على ظروف عمل الطبيب وكفاءة عمله.
وأضاف أبورمان في حديثه لـ”أخبار حياة”، أن الاطبّاء اليوم تعتريهم وصمة العار المجتمعية إزاء الطب النفسي.
لا يمكن أن يكون “باب النجار مخلع”، بحسب أبو رمان، حتى يستطيع الطبيب أن يكون قادرا على معالجة الاخرين لابد بأن تكون صحته النفسية سليمة، فكثرة الضغط النفسي والجهد الجسدي للاسف آودى بحياة بعض الاطباء.
وأشار أبورمان إلى أن الضغوط النفسية تؤدي إلى أمراض مزمنة لدى الاطباء.
وشدد على ضرورة تثقيف الاطباء بالطب النفسي وأهميته من خلال مشروع كامل يراعي احتياجات الاطباء ويهدف إلى مسح وصمة العار الملتصقة بالطب النفسي لدى البعض، ويتابع بشكل دوري صحتهم النفسية ويدعمهم ليقدموا أفضل ما لديهم في عملهم.
من جهة أخرى، قال مسؤول عسكري سابق بشؤون المخدرات، فضّل عدم ذكر اسمه، أن المشكلات النفسية التي تنتج عند الاطباء نتيجة ضغط العمل والضغط النفسي واللجوء لتناول أدوية مخدرة، تعتبر حالات فردية لا يمكن تعميمها.
وأضاف أن ” المرض النفسي” مصطلح أكبر من المشكلات التي يعانيها الاطباء المقيمن المناوبين، فهناك فارق كبير بين المريض والذي يتعرض لمشكلة نفسية فالمريض يحتاج لجلسات علاجية قد تمتد لاشهر بالاضافة الى خطة علاج.
وتعرف منظمة الصحة العالمية، العافية النفسية بأنّها جزء لا يتجزأ من الصحة، وتعرّف على أنها “حالة العافية التي يحقق فيها الفرد قدراته الذاتية، ويستطيع مواكبة ضغوط الحياة العادية، ويكون قادر على العمل الايجابي والمثمر، ويمكنه الإسهام في مجتمعه” .
*(أخبار حياة تنشر هذا التقرير بالتعاون مع برنامج تدريب خريجي الصحافة والإعلام في مجال الإعلام الصحي بالتعاون والشراكة مع معهد الإعلام الاردني).

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات