أخبار حياة – قال عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ومستشار العلاج الدوائي السريري للامراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي ان ثاني اكسيد التيتانيوم هو عبارة عن مركب غير عضوي، ورمزه الكيميائي tio2، ويستخدم في الدهانات ومركبات واقيات الشمس، وايضا يستخدم كملونات للأطعمة خصوصا المبيضات، ورمزه على المنتجات الغذائية هو e171.
وأكد لنشرة الاخبار على إذاعة حياة اف ام، اليوم، ان اكثر من ثلثي كميات ثاني اكسيد التيتانيوم من (60-80%) تذهب للدهانات والملمعات، و 8% تستخدم للملونات كأحبار المطابع، ومنتجات التجميل كواقي الشمس، مكونات الطعام وعادة تكون بالأصباغ والملونات والحلويات وبعض انواع الأجبان والعلكة وغيرها، و 12% تستخدم بصناعات الزجاج والسيراميك وموصلات الكهرباء.
وأوضح بلعاوي ان جميع الدراسات التي أجريت بالغرب لم تثبت لغاية اللحظة بأي دليل علمي ان مادة «التيتانيوم» تحدث سمية حادة، لكن ما حدث خلال العامين الماضيين هو انه تم التركيز على انه يستخدم في ما يسمى التصنيعات النانوية، والتي تستخدم بالأدوية لتوصيل المركبات للأجسام الصغيرة، ومن هنا بدأ الجدل والقلق حول انها قد تدخل الى خلايا الإنسان، وتحدث عطبا وبالتالي التسبب بالسرطان، علما ان ذلك لم يثبت علميا.
ولفت الى ان في 2021 السلطة الأوروبية لسلامة الأغذية، راجعت الدراسات المتعلقة بثاني اكسيد التيتانيوم، وخصوصا بعد البدء بدخوله بالأجسام النانوية والصناعات، وانتهت بتقريرها انه لا يجوز اعتبار ثاني اكسيد التيتانيوم مضافا غذائيا أمنا، وبالتالي تم منعه من قبل الاتحاد الأوروبي، مبينة ان هناك ارتباطات سمية تؤثر على جينات الإنسان من الممكن ان تؤدي الى السرطانات، وهذا جعلهم يمنعون استخدامه، مع عدم تحديد المستوى الامن لاستخدام المركب في الغذاء.
أما بريطانيا واميركا وكندا خالفت هذا القرار وسمحوا بالاستمرار باستخدام ثاني اكسيد التيتانيوم ولم تمنعه لغاية الان، بعد الآف التقارير والأبحاث والدراسات التي لم تجد اي اثباتات لغاية الآن بأن المادة تسبب السرطان او تحدث سمية حادة، وصنفت المادة بأنها امنة.
وتساءل بلعاوي على اي أساس تم المنع بالمملكة، ففي الغرب اعتمدوا على الأبحاث والدراسات، حيث توجد ميزانية ولجان وعلماء واشخاص متخصصين لذلك،… اليس من المفترض ان تشكل لجنة مختصة قبل اصدار المنع، فالقصة ليست ان نكون تابعين او مقلدين، انما ان يكون لنا دراساتنا الوطنية وقراراتنا البحثية أسوة بالدول الأخرى.
واعتبر انه لا يمكن القول ان هذه المادة تسبب السرطان كون ذلك لم يثبت علميا، وخصوصا ان السرطان يعتبر متلازمة، ويتسبب بحدوثه عوامل، ولذلك يتسابق الغرب بالدراسات للوصول للأدلة والبراهين القوية والإثباتات، كون موضوع المنع مرتبط بعوامل سياسية واقتصادية وعلاقات دولية وغيرها.
وذكر بأن السوق العالمي لثاني اكسيد التيتانيوم وصل في عام 2020 لاكثر من 17 مليار دولار، متساءلاً عن خططنا الوطنية للبدائل عنه، ففي أوروبا مثلا عند المنع حفزت الشركات لديها لصنع البدائل، كما انه هل لدينا مختبرات قادرة على كشف جميع الأصناف التي تحتوي عليها، فالقرار ليس سهلا.