شح المياه يهدد أشجار النخيل في وادي الأردن

اخبار حياة – يهدد شح كميات المياه المخصصة لري أشجار النخيل بوادي الأردن بعد الانتهاء من موسم القطاف، بإلحاق الضرر على الأشجار التي مرت بفترة طويلة من التعطيش قبل القطاف، والتي سيكون لها انعكاس سلبي على إنتاجها الموسم القادم.

ووفق أصحاب مزارع نخيل، فإن عدم كفاية عمليات ري أشجار النخيل خلال هذه الفترة بالذات، سيلحق ضررا واضحا بالاشجار التي كانت في فترة عطش لأكثر من 4 أشهر قبل موسم القطاف، وهي الفترة التي يتوقف فيها عن ري اشجار النخيل من اجل الحصول على محصول بحجم وجودة عاليين.

وتعتبر فترة ما بعد الحصاد مهمة للعناية بأشجار النخيل، كونها تعرضت للتعطيش خلال فترة اشهر ارتفاع درجات الحرارة اشهر الصيف.

وبحسب مزارعين، فان اشجار النخيل تحتاج الى كميات كبيرة من المياه خلال الفترة الحالية لتعويض قلة المياه خلال الاشهر الماضية، موضحين ان تكثيف عمليات الري خلال الفترة الحالية يساعد الاشجار على النمو والإثمار في الوقت المناسب وعدم حصول الاشجار على كميات كافية من المياه سيلحق ضررا بالمزارع ويتسبب له بخسائر كبيرة الموسم القادم.

ويبين المزارع رائد علي أن اشجار النخيل تحتاج الى رعاية متواصلة وضمن روزنامة محددة لكل عملية بما فيها ري الاشجار او منع المياه عنها، موضحا ان الفترة الحالية التي تعقب عملية جني الثمار تحتاج فيها اشجار النخيل الى كميات مضاعفة من المياه كونها تعرضت للعطش لمدة اربعة شهور متواصلة.

ويشير إلى أن غالبية المزارعين يعانون من نقص مياه الري خلال الفترة الحالية بسبب تراجع مخزون السدود وزيادة الكميات التي تضخ الى الاراضي الزراعية في وادي الاردن مع بدء الانتاج الخضري والذي يغطي مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية، لافتا الى ان بعض المزارعين اضطروا الى شراء المياه وتزويدها لمزارعهم بواسطة الصهاريج.

ويرى المزارع محمد العدوان ان كميات المياه التي تضخ لمزارع النخيل مقبولة وكافية خلال الفترة الحالية، موضحا انه يوجد بعض المزارع التي تعاني من نقص المياه او عدم وصول المياه اليها لاسباب تتعلق بالتوزيع لكنها حالات قليلة وفردية.

ويؤكد ان اشجار النخيل خلال فترة ما بعد الحصاد تحتاج الى كميات كافية من المياه واي نقص في هذه الكميات سيكون له آثار سلبية على أشجار النخيل والمحصول للموسم المقبل، مشيرا الى ان المعنيين في قطاع المياه يحاولون المواءمة بين الاحتياجات المائية للمزارع وكميات المياه المخزنة في السدود خاصة في ظل تأخر الموسم المطري الى الآن.

وقال رئيس جمعية التمور الأردنية المهندس أنور حداد في فترة شهر تشرين الاول (اكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) تكون فيها النخلة قد انتهت من موسم الحصاد ويكون الري متوقفا عنها من شهر تموز (يوليو) او شهر آب (اغسطس)، ومع استخدام السماد فان الشجر يصبح متعطشا بشكل كبير، ويفرض ذلك حاجتها الى كميات كبيرة من المياه.

واضاف، أن هذه الفترة تواكب فترة زراعة الخضراوات في منطقة الاغوار، لذلك من المتوقع الطلب المتزايد على المياه والضغط يزيد على موارد المياه في المنطقة ما يتبعه تقليص ساعات الضخ المخصصة لكل منطقة.

وبين حداد، ان سلطة وادي الأردن اعتادت تزويد مزارع النخيل باحتياجاتها من المياه في هذه الفترة خاصة وانها فترة قصيرة، وتحتاج فيها الشجرة الواحدة من 2-4 أمتار مكعب بالشهر الواحد او ما يعادل مائة لتر في اليوم للنخلة الواحدة وهي تعتبر كمية قليلة مقارنة مع فترة الذروة.

وقال حداد ان الجمعية ستخاطب سلطة مياه وادي الأردن من أجل طلب ضخ كميات اضافية من المياه في هذه الفترة وهي فترة الذروة.

ويقدر معنيون أن عدد أشجار النخيل المزروعة في وادي الأردن تبلغ نصف مليون نخلة، منها 400 ألف نخلة منتجة، و100 ألف لم تصل إلى مرحلة الإنتاج الفعلي، في حين يصل إنتاج التمور إلى ما يقارب 20 ألف طن من تمر المجهول، و10 آلاف طن من البرحي، يصدر منها للأسواق الخارجية ما يزيد على 70 %.

من جانبه، يؤكد مصدر في سلطة وادي الأردن ان كميات المياه التي تضخ الى المزارع خلال الفترة الحالية جيدة، لافتا إلى أن السلطة تعمل جاهدة لتوفير كميات مياه كافية في ظل تراجع مخزون السدود من خلال تقنين ساعات الضخ لكافة الاراضي الزراعية سواء مزارع النخيل او الاراضي الزراعية الأخرى.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات